بري رمى الرئاسة في ملعب جعجع والأخير ردّ... عودة التموضع السياسي إلى المربع الأول من الأزمة
الاحداث- كتبت سابين عويس في صحيفة النهار تقول:"ما بين خطاب رئيس مجلس النواب نبيه بري بصفته رئيسا لحركة "امل" في ذكرى تغييب الإمام #موسى الصدر، وخطاب رئيس حزب "#القوات اللبنانية" #سمير جعجع الذي يقود قوى المعارضة، في ذكرى شهداء "القوات"، كلام كثير ورسائل متبادلة لا تكسر جموداً ولا تحرك ركوداً، بل تعيد التموضع إلى مربعه الاول. ففي حين جدد بري مبادرته #الحوارية مدخلاً إلى فتح أبواب المجلس النيابي لانتخاب رئيس جديد للبلاد، كرر جعجع اعتراضه على اعتماد اي بدائل غير دستورية تمر بعين التينة او حارة حريك لاختيار الرئيس وليس من ساحة النجمة المقر الطبيعي الدستوري لعملية الانتخاب.
لم تقف الرسائل عند هذا الحد، بل ذهبت إلى مستوى اعلى من التحدي حيال قدرة كل فريق على تأمين نصاب الانتخاب او تعطيله. ففي حين مد بري جزرة التمسك بالميثاقية ورفض تجاوز المكون المسيحي الاقوى وصاحب الكتلة المسيحية الأكبر في البرلمان، رغم تأكيده وان في شكل غير مباشر، على ان فريقه يملك غالبية الأصوات النيابية ال ٨٦ المطلوبة للانتخابات، رامياً كرة التعطيل في ملعب جعجع والمعارضة الذين يرفضون المشاركة في الحوار، رأى رئيس "القوات" في الدعوة إلى حوار على الرئاسة مقرونة برفض الدعوة إلى حوار حول الحرب، "دلالة على العجز في إيصال مرشحهم الى رئاسة الجمهورية عبر الآليات الدستورية والديموقراطية".
وعليه، يطرح السؤال حول مدى الجدية السياسية في التعاطي مع الاستحقاق الرئاسي وسط تقاذف الاتهامات بالتعطيل، بحيث تم ملء الفراغ بسجال غير مباشر فرضته مناسبتان سياسيتان ، من دون ان يكون للمواقف والرسائل المتبادلة فيهما اي تأثير على الاستحقاق، في انتظار ما يمكن ان تسفر عنه اللقاءات المرتقبة في الرياض هذا الاسبوع، مع وصول الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان اليها.
لن تدخل اوساط عين التينة في الرد على دعوات جعجع، اذ لا ترى فيها جديداً، كما انها لا ترغب في الدخول في اي سجالات لا تنتج حلولاً.
اما على مقلب القوى السياسية الأخرى، فهي لم تتلقف خطاب جعجع لا سلباً ولا ايجاباً، على القاعدة ذاتها بأنه لم يحمل بالنسبة اليها جديداً، وسط تساؤل عما يحول دون ان يطرح رئيس القوات الذي يقدم نفسه في موقع قيادة قوى المعارضة، اي مبادرة، بل الاكتفاء بتلقف المبادرات الأخرى. وهذا التساؤل ينسحب ايضاً على السبب الكامن وراء عجز جعجع عن انخراطه في اللعبة السياسية وفق حجمه النيابي والسياسي والشعبي، خصوصاً بعد خروج الرئيس السابق ميشال عون من السلطة، وظهور بوادر تفكك في كتلته النيابية، علماً ان لدى جعجع أكبر كتلة نيابية في المجلس.
في الأوساط التي تدور في فلك بري، عدم وضوح حيال سبب تمسك جعجع بالحوار بعد انتخاب الرئيس، والمعلوم ان الخلاف بينه وبين بري يكمن في التوقيت وفي جدول الاعمال. ذلك ان بري متمسك ببند وحيد هو الاستحقاق الرئاسي، في حين يرى جعجع ان الحوار يجب ان يكون على لبنان الدور والمستقبل. وهذا في حد ذاته بالنسبة إلى هذه الأوساط بمثابة لغم سينفجر في وجه الرئيس العتيد ويطيح عهده، لأن هذا الموضوع سيفتح البلاد على تحديات واستحقاقات تطال النظام السياسي والدستور!