بري جدّد الدعوة إلى الحوار مؤكداً عدم ربط الاستحقاق الرئاسي بغزة
مصدر ديبلوماسي عربي لـ «الأنباء»: تنشيط مساعي «الخماسية» لانتخاب رئيس وإلا التمديد حكماً لقائد الجيش
الاحداث- كتب أحمد عز الدين وخلدون قواص في “الأنباء الكويتية”:تطورات سياسية عدة شهدها يوم أمس السبت الذي يدخل ضمنا في العطلة الأسبوعية في بيروت. فقد أطلق رئيس مجلس النواب نبيه بري مواقف في الذكرى الـ 46 لتغييب الرئيس المؤسس لحركة «أمل» والرئيس السابق للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام موسى الصدر.
رئيس مجلس النواب نبيه بري جدد دعوته إلى الحوار، وأكد أن «الدعوة لا تزال قائمة للحوار أو التشاور ثم دورات متتالية لانتخاب رئيس للجمهورية».
وقال في الذكرى الـ 46 لتغييب الإمام السيد موسى الصدر: «تعالوا غدا إلى التشاور تحت سقف البرلمان وصولا إلى الرئيس الوطني الجامع الذي يستحقه لبنان واللبنانيون في هذه اللحظة الحرجة من تاريخه». وتابع قائلا: «الاستحقاق الرئاسي هو شأن داخلي ولا علاقة له بالوقائع في غزة».
ودعا «إلى التقاط اللحظة الراهنة التي تمر بها المنطقة من أجل المسارعة إلى إنجاز الاستحقاق الرئاسي بأقصى سرعة ممكنة تحت سقف الدستور وبالتشاور بين الجميع دون إملاء أو وضع فيتو على أحد».
من جهة أخرى، رأى بري أن «الإبادة التي تشنها آلة القتل الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية ليست أقل خطورة مما يحصل في غزة». وأشار إلى أن «حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تغتال أي مسعى لوقف هذه الحرب التي لم يشهد التاريخ الحديث مثيلا له».
وأضاف: «إسرائيل خرقت القرار 1701 برا وبحرا وجوا أكثر من 35 ألف مرة»، مؤكدا «الالتزام بالقرار 1701 وتطبيقه حرفيا».
وقال: «إذا سقطت غزة كما يخطط نتنياهو، لا قدر الله، سيكون هذا السقوط سقوطا مدويا للأمة في أمنها القومي وفي ثقافتها وتاريخها ومستقبلها والأدهى سقوطا لحدودها الجغرافية، تمهيدا لتقسيم المنطقة وتجزئتها إلى دويلات طائفية وعرقية متناحرة تكون فيها إسرائيل هي الكيان الأقوى».
وسبقت كلمة بري التي ألقاها بعد ظهر أمس، زيارة السفير السعودي وليد بخاري إلى عين التينة قبل الظهر حيث التقى رئيس المجلس.
لم يصرح بخاري جريا لعادة يتمسك بها. الا انه لابد من التوقف عند زياراته الأخيرة لكل من الرئيسين السابقين للجمهورية أمين الجميل في بكفيا وميشال سليمان في اليرزة (قرب منزل بخاري).
كما سجلت زيارة تعزية للرئيس السابق للحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جبنلاط إلى بلدة الدوير في النبطية بالجنوب.
مواقف ستستمر في عطلة نهاية الأسبوع مع كلمة رئيس حزب «القوات اللبنانية» د.سمير جعجع اليوم الأحد في قداس «يوم الشهداء» الذي يقام عصرا في مقر رئيس الحزب بمعراب، فوق حريصا في كسروان برعاية البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي.
في المقابل، كشف مصدر ديبلوماسي عربي لـ «الأنباء» ان «تنشيط وتفعيل مسعى أعضاء اللجنة الخماسية لانتخاب رئيس للجمهورية لم يتوقفا، على رغم تزايد اشتعال جبهة الجنوب اللبناني مع العدو الإسرائيلي».
وقال ان الحرب في الجنوب «دفعت بأعضاء اللجنة الخماسية إلى تقليص تحركهم، بسبب العدوان الإسرائيلي على سائر المناطق اللبنانية وخصوصا ضاحية بيروت الجنوبية، حيث كانت الأنظار تترقب ما سيحصل من تطورات وتداعيات، لولا العناية الإلهية التي لطفت بلبنان ومنعت توسع رقعة الحرب».
وأشاد بـ «الديبلوماسية الحكيمة التي مارسها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب، للتوصل مع الدول المؤثرة في قرارات الأمم المتحدة إلى تجنيب لبنان حربا إقليمية شاملة، ما أدى إلى التجديد لقوات الأمم المتحدة العاملة بجنوب لبنان (اليونيفيل) التي لها دور أساسي بعدم توسع الحرب المستمرة من قبل العدو الإسرائيلي على الجنوب اللبناني».
وتوقع المصدر «بحسب المعطيات المتوافرة، أن تحدث اللجنة الخماسية خرقا في الملف الرئاسي قبل نهاية السنة الحالية وربما في ذكرى استقلال لبنان أو في عيدي الميلاد ورأس السنة الميلادية. وفي حال لم يتم أنجاز الاستحقاق الرئاسي ضمن هذا التوقيت، فإن الأزمة ستمتد سنة أخرى، وسيحصل حكما التمديد لقائد الجيش وبقية قادة الأجهزة الأمنية، واستمرار حاكمية مصرف لبنان بالإنابة دون ريب».
وتابع المصدر: «لذا بدأت اللجنة الخماسية بتصويب تحرك بوصلتها في شكل جدي وفعال، وهي اليوم محط أنظار لما ستقوم به خلال الفترة المقبلة، استكمالا لما توصلت إليه من أسس ومبادئ تستطيع من خلالها إحداث خرق متوقع».
توازيا قال مصدر نيابي بارز لـ «الأنباء»: «نصائح عده تلقاها مسؤولون بضرورة السعي نحو اتفاق، ذلك ان انتظار نهاية الحرب في غير محله، لأن المشاغلة على الحدود قد تطول، فقد مضى عليها 11 شهرا وقد تستمر لمدة أكثر من ذلك ولا يمكن الانتظار إلى ما لا نهاية».
وأضاف المصدر: «كل فريق يراهن على أن تأتي النتائج لصالحه. ومثل هذا الأمر لن يتحقق لأن الحكم في لبنان لا يقوم الا على التوافق. واذا كان أي فريق يعتقد انه اذا انتهت الحرب لصالحه يستطيع ان يفرض شروطه، فإنما يؤسس لصراع داخلي قد تكون خسائره أكثر من أي تنازل يقدمه في أي اتفاق أو تسوية. وبالتالي فإن الجلوس إلى الطاولة اليوم أفضل من أي وقت آخر بعد توسع الشرخ بين الأطراف المختلفة. والتجارب السابقة تقول ان أي فريق لم يستطع أن يفرض إرادته بواسطة القوة، أو الاستقواء بالمتغيرات الإقليمية والدولية التي كانت وبالا على أصحابها».
في الميدان الجنوبي، أطلق الجيش الإسرائيلي قنابل مضيئة طوال ليل الجمعة – السبت فوق قرى قضاءي صور وبنت جبيل. واستهدف بنيران رشاشاته الثقيلة فجرا أطراف بلدة الناقورة وجبل اللبونة وعلما الشعب.
كما قصف بالمدفعية الثقيلة أطراف بلدة شمع وأودية بلدة مجدل زون. وحلق الطيران الاستطلاعي صباح أمس فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط.
وقبل ظهر أمس، قصفت المدفعية الإسرائيلية بلدتي دير سريان والطيبة في قضاء مرجعيون.