الأزمة المنسيّة تتحرّك وبرّي يُجدّد دعوته الحوارية
الاحداث- كتبت صحيفة النهار تقول:"مع أن أي أمال جدية وحقيقية لا تبدو واردة في الظرف الحالي حيال تحريك مجد ومؤثر لملف ازمة الفراغ الرئاسي في لبنان، بدا هذا الملف الخطير الذي تعرض للتهميش والنسيان طوال فترة احتدام المواجهات الحربية في جنوب لبنان في طور الإحياء والإنعاش أقله لجهة إعادة رسم اطر المواقف الأساسية منه للقوى السياسية المتصارعة. ولذا، ولو أن المواقف التي أعلنها وأعاد رسمها امس رئيس مجلس النواب نبيه #بري حيال هذا الملف كما حيال واقع المواجهات الجارية في الجنوب كانت في اطار متوقع مسبقاً، فإن ذلك لم يقلل من دلالات إطلالات القوى مجدداً على الملف الرئاسي وسائر الأزمات الداخلية الأخرى إذ إن الأنظار ستتجه اليوم أيضاً الى المواقف التي سيعلنها رئيس حزب القوات اللبنانية سمير #جعجع بعد القداس السنوي في "ذكرى شهداء المقاومة اللبنانية". وتتزامن هذه المواقف مع عودة طلائع تحركات لسفراء في المجموعة الخماسية الأمر الذي يستدعي ترقب مدى جدية هذه التطورات المتصلة بالملف الرئاسي في المرحلة الطالعة.
إذاً بعد عام من إطلاقه مبادرته الحوارية – الرئاسية، كرر الرئيس بري أمس في كلمة متلفزة وجهها في الذكرى ال 46 لاختفاء الإمام موسى الصدر ورفيقيه في ليبيا الموقف ذاته في المناسبة ذاتها. وفي ملف الاستحقاق الرئاسي قال رئيس المجلس: "نؤكد باسم الثنائي الوطني حركة امل و#حزب الله أن هذا الاستحقاق هو استحقاق دستوري داخلي لا علاقة له بالوقائع المتصلة بالعدوان الإسرائيلي سواء في غزة أو في الجنوب اللبناني، بل العكس كّنا أول من دعا في جلسة تجديد المطبخ التشريعي وأمام رؤساء اللجان إلى وجوب أن تبادر كافة الأطراف السياسية والبرلمانية الى التقاط اللحظة الراهنة التي تمر بها المنطقة من أجل المسارعة الى إنجاز الاستحقاق الرئاسي بأقصى سرعة ممكنة تحت سقف الدستور وبالتشاور بين الجميع دون إملاء أو وضع فيتو على أحد. واليوم نعود ونؤكد على ما طرحناه في 31 آب من العام الماضي في مثل هذا اليوم، هو لا يزال دعوة مفتوحة للحوار أو التشاور، لأيام معدودة يليها دورات متتالية بنصاب دستوري دون إفقاده من أي طرف كان. تعالوا غداً إلى التشاور تحت سقف البرلمان، وصولاً الى رئيس وطني جامع يستحقه لبنان واللبنانيون في هذه اللحظة الحرجة من تاريخه".
وفي موضوع الجنوب قال: "نؤكد التزامنا ببنود ومندرجات القرار الاممي رقم 1701 وتطبيقه حرفياً وللإشارة هنا أن كل الموفدين الدوليين والأمميين ومنذ اللحظات الأولى لصدور هذا القرار، يشهدون أن منطقة عمل قوات الطوارئ الدولية منذ عام 2006 وحتى السادس من تشرين الأول 2023 كانت المنطقة الأكثر استقراراً في الشرق الأوسط، وفي هذا الإطار نؤكد بأن الطرف الوحيد المطلوب إلزامه بهذا القرار هي إسرائيل التي سجلت رقماً قياسياً بانتهاك كل القرارات الأممية ذات الصلة بالصراع العربي الإسرائيلي ومن بينها القرار 1701 الذي خرقته إسرائيل براً وبحراً وجواً بأكثر من 30 الف مرة".
واعتبر بري أن "الذي يحصل في الجنوب أبداً ليس حوادث كما يحلو للبعض ويدعو هذا البعض أيضاً الحكومة الى التبرؤ مما يحصل، إن ما يتعرض له لبنان من بوابة الجنوب هو عدوان إسرائيلي مكتمل الأركان، وما يقوم به دولة رئيس الحكومة وفريقه الحكومي هو واجب الوجوب وبمنتهى الصراحة والوضوح ولبعض الواهمين والمراهنين على متغيرات يمكن ان تفرض نفسها تحت وطأة العدوان الإسرائيلي نقول لهؤلاء: "إتقوا الله".
وكان بري استقبل أمس في عين التينة السفير السعودي وليد بخاري، وكان بحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين لبنان والمملكة العربية السعودية.
على الصعيد الداخلي أيضا جال أمس رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل في زحلة. وغداة انتقاده "حزب الله" لإعلانه الحرب على إسرائيل "لأننا مع السياسة الدفاعية لا الهجومية"، أكد باسيل أنه "يمكن أن نختلف على إدارة البلد، ولكن عندما يكون هناك خطر من الخارج لا يحق لنا أن نختلف عليه". وأضاف "الصحيح أن يكون اختيار رئيس الجمهورية والحكومة وغيره استحقاقا داخلياً وأن نقوم نحن بالاختيار"، لافتاً الى أن "الخطر الاسرائيلي يجب ألا نختلف عليه والى أن ما تقوم به اسرائيل بغزة هو حقيقتها وعندما نواجه هذه الحقيقة بهذا الشكل نكون نرفضها". غير انه شدد على "اننا دخلنا في حرب أكبر منا"، وقال "عندما نقول لسنا مع فكرة هذه الحرب فهذا لا يقلل من وطنيتنا ونكون نحمي بلدنا من هذا الخطر"، لافتاً في المقابل إلى أن "القوة ليست فقط بالسلاح بل ايضاً بالاقتصاد القوي". وأكد أن "وطنيتنا كتيار تفرض علينا أن نفكر بكل الأبعاد الداخلية والخارجية ليكون بلدنا قوياً". وختم باسيل "ليست لدينا كل عناصر القوة لمواجهة خطر الحرب على لبنان إذاً وقعت، وهنا تكمن المشكلة، وهذا سيؤدي الى المزيد من هجرة اللبنانيين". وكان مدير مكتب مفتي زحلة والبقاع الشيخ علي الغزاوي أبلغ التيار الوطني بإلغاء زيارة النائب باسيل إلى أزهر البقاع على خلفية موجة اعتراضات واسعة عبرت عنها بيانات فاعليات مجدل عنجر.
"عودة" اليونيفيل
أما على صعيد الوضع في الجنوب وفي حين شهد تكثيفاً لعمليات القصف الصاروخيّ لـ"حزب الله" في لفت مندوب "النهار" في المنطقة الحدودية الى أنه لوحظ في الآونة الأخيرة وبعد الغارات الإسرائيلية المكثفة على منطقة جنوب وشمال نهر الليطاني ورد "حزب الله" على اغتيال قائده العسكري فؤاد شكر يوم الأحد الفائت وبعد القرار الأخير الصادر عن مجلس الأمن الدولي بالتجديد سنة إضافية لقوات الأمم المتحدة اليونيفيل العاملة في جنوب لبنان، ان دوريات اليونيفيل عادت وبشكل ملحوظ وهي تجوب داخل المنطقة الحدودية وقبالة المواقع الإسرائيلية من الناقورة غربا ولغاية منطقة مرجعيون والعرقوب ومرورا بقرى وبلدات القطاع الأوسط. كما لوحظ أن حركة مركبات واليات الجيش اللبناني عادت للظهور بشكل مشترك مع اليونيفيل او بشكل منفرد، وذلك على الرغم من استمرار تبادل القصف المدفعي الصاروخي من البر والجو بين حزب الله والقوات الاسرائيلية، وأضفت دوريات اليونيفيل والجيش أجواء من الاطمئنان لدى سكان وابناء المنطقة الذين لا يزالون في بلداتهم وبعضهم لا يزال يمارس عمله.