بري وجعجع يخرقان الجمود السياسي القاتل
التغذية الكهربائية تعود لـ 4 ساعات يوميا
قلق دولي من عمليات اسرائيلية «غير محدودة زمنيا» في الضفة
الاحداث- كتبت صحيفة "الديار" تقول: في الوقت الذي لا تزال فيه كل ملفات الداخل اللبناني عالقة على حبال التطورات الاقليمية وخاصة تلك المرتبطة بالحرب على غزة والتي توسعت في الايام الماضية لتشمل الضفة الغربية، من المرتقب ان يُحرك خطابا رئيس المجلس النيابي نبيه بري اليوم السبت في ذكرى تغييب الامام موسى الصدر كما خطاب رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في ذكرى شهداء المقاومة اللبنانية، الركود السياسي القاتل والمتواصل منذ أشهر بعدما تقدمت الحرب الدائرة في الجنوب على ما عداها من ملفات.
بري- جعجع
وفيما أفادت معلومات «الديار» ان بري سيخصص الجزء الاكبر من كلمته للمشهد العام في المنطقة ولملف حرب الجنوب وتداعياته، لافتة الى ان «تناول الملف الرئاسي سيكون تحت عنوان ان هناك طريقا واحدا للحل هو الحوار ومن يرفضه يتحمل مسؤولية اقترابنا من دخول عام ثان من الفراغ»، أشارت مصادر مطلعة ل»الديار» الى ان «جعجع سيطرح في كلمته الاحد خريطة طريق ما فوق رئاسية باتت ملحة وضرورية لمعالجة الأزمة اللبنانية»، موضحة ان «الخطاب سيلحظ ايضا التمسك بالثوابت، توصيف لواقع الحال، كما انه سيتناول ملف الحرب في جوانبه كافة مع اتخاذ الموقف المطلوب»، واضافت المصادر:»كذلك سيكون هناك اصرار على وجوب انتخاب رئيس للجمهورية تبعا لما ينص عليه الدستور».
عمليات محدودة
ميدانيا، بقيت العمليات العسكرية جنوب لبنان محدودة مقارنة بما كانت عليه قبل اسابيع. فأعلن حزب الله عن استهداف موقع زبدين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة كما موقع الرمثا في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة اضافة لتموضع لجنود العدو في موقع المطلة بمحلقة انقضاضية وانتشار لجنوده في جبل نذر. بالمقابل، افادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بقصف أطراف بلدات عيتا الشعب، الناقورة وعلما الشعب والعديسة.
4 ساعات تغدية يوميا
وفي ما قد يعتبره البعض نوعا من الانفراج في خضم الازمات الكبيرة التي يتخبط فيها البلد، اعلنت مؤسسة كهرباء لبنان عن بدء تفريغ شحنة مادة الغاز أويل الراسية قبالة مصب معمل الزهراني بعد التأكد من تطابق نتائج الفحوصات المخبرية للعينات مع النتائج للمواصفات التعاقدية المطلوبة. واشارت المؤسسة الى انه «على أثر ذلك، ستقوم المؤسسة تدريجيًا من مساء اليوم (الجمعة) تباعا في إعادة تشغيل المجموعة البخارية في معمل الزهراني على أن تتبعها المجموعتين الغازية والبخارية في معمل دير عمار، ما يؤمن حوالي 4 ساعات تغذية بالتيار الكهربائي للعموم، و24/24 ساعة تغذية للمرافق الحيوية الأساسية في لبنان.
عمليات مفتوحة في الضفة
وبالعودة للتطورات الاقليمية وبالتحديد على صعيد الحرب في غزة والضفة الغربية، أعلنت القيادة الوسطى للجيش الإسرائيلي، الجمعة أنّ «العملية العسكرية في جنين غير محددة بزمن وستنتهي بعد تحقيق أهدافها». واشار وزير حرب العدو الاسرائيلي يوآف غالانت الى إن «الجيش سيستخدم مقاتلات سلاح الجو في ضرب أهداف في الضفة الغربية». وجاءت تصريحات غالانت خلال زيارة قام بها لجنود يتمركزون قرب جنين شمال الضفة الغربية، وقال: «نحن لا نتردد في استخدام القوة ضد الأعداء القريبين الذين يحاولون الفرار، وضد الأعداء البعيدين الذين يحاولون الاقتراب. وسنستخدم الدعم الجوي إذا لزم الأمر. لقد قررت ذلك قبل عام وهو منقذ للارواح».
وواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي يوم امس ولليوم الثالث على التوالي عمليته العسكرية في جنين وطوباس وطولكرم شمالي الضفة الغربية، فيما أعلنت الفصائل الفلسطينية الانتقال إلى المرحلة الثانية من هذه المعركة التي أطلقت عليها اسم «رعب المخيمات». وتوجه قائد سرايا القدس» في الضفة لنتانياهو وقادة العدو بالقول:»ان الأوان قد فات لوأد مشروع المقاومة في الضفة الغربية، وأن خلايا ممتدة في كل المدن والمخيمات هي الآن تعمل بفضل الله ضمن تشكيلات سرايا القدس والمقاومة المختلفة، وسنرى ماذا سيحصل خلال الأيام القليلة المقبلة في الجنود والآليات المتوغلة في مدن جنين وطوباس وطولكرم».
كذلك اعلن جيش الاحتلال انه قتل ثلاثة مقاتلين فلسطينيين من حركة «حماس» في غارة جوية في منطقة جنين كما قال انه انهى عملية استمرت شهراً في جنوب ووسط قطاع غزة، ادعى انها أسفرت عن مقتل أكثر من 250 مقاتلاً فلسطينياً.
قلق دولي
وعبرت اكثر من دولة عن قلقها مما يحصل في الضفة. فرأى بيان للخارجية الفرنسية أن الممارسات الإسرائيلية في محافظات عدة في الضفة الغربية «يفضي إلى تفاقم مناخ من عدم الاستقرار والعنف غير المسبوق». ودعت إلى «وقف الاستيطان على الفور لأنه يتعارض مع القانون الدولي، كما أكدت ذلك محكمة العدل الدولية مؤخراً، ويهدف إلى جعل حل الدولتين مستحيلاً».
من جهته، قال ناطق باسم وزارة الخارجية والتنمية البريطانية: «تشعر المملكة المتحدة بقلق بالغ حيال العملية الجارية التي ينفذها الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة. ندرك حاجة إسرائيل للدفاع عن نفسها في مواجهة التهديدات الأمنية، لكن تقلقنا بشدة الأساليب التي تتبعها إسرائيل، وأنباء سقوط ضحايا مدنيين، وتدمير بنية تحتية مدنية».
في هذا الوقت، أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي، بأن «الحكومة وافقت على تمديد قرار يسمح بتجنيد 350 ألف جندي احتياط حتى نهاية عام 2024». علما ان وزير الدفاع الاسرائيلي كان قد أعلن في تموز الماضي، ك عن حاجة جيشه إلى 10 آلاف جندي إضافي فورا، وسط تقارير عن «زيادة كبيرة» في عدد الضابط الذي يطلبون التقاعد من الخدمة العسكرية.
وفي اشارة واضحة الى تراجع مسار التفاوض على حساب مسار التصعيد, نُقل عن مصدر في فريق المفاوضات الإسرائيلي، العائد من الدوحة بعد مشاركته في جولة جديدة على مستوى الخبراء المهنيين، إن تقدماً ما حصل في عدة بنود في المفاوضات، يجعله يقدّر بأن هناك احتمالاً بنسبة 55 في المائة أن يتوصل الأطراف إلى صفقة قريباً.
وقالت مصادر مطلعة على مسار المفاوضات ل»الديار» انه «نتيجة العمليات العسكرية المتواصلة في الضفة الغربية تراجع منسوب التفاؤل بانجاز هدنة قريبة في غزة الى ادنى مستوياته»، لافتة الى انه «قد بات محسوما ان نتنياهو لا يزال يرسل فرق التفاوض الى الدوحة والقاهرة نزولا عند الطلب والضغط الاميركي لا اكثر ولا اقل، لكنه غير مستعد على الاطلاق لتقديم اي تنازل يُحسب لصالح «حماس» وهو مقتنع انه قادر على الحسم عسكريا سواء في غزة او الضفة».