اغتيال خليل المقدح رسالة إلى "فتح" والمرتبطين بالضفة
الاحداث- كتب رضوان عقيل في صحيفة النهار يقول:"لم تعد #الاستخبارات الإسرائيلية تطارد الكوادر العسكرية والسياسية في #حركة "حماس" فحسب بل أخذت تشمل كل من يمت الى خيار "المقاومة" والمواجهة في الشارع الفلسطيني. وجاء #اغتيال #خليل المقدح في قلب #صيدا المكتظة بالسكان وعلى مسافة قصيرة من نقاط للجيش اللبناني في إشارة من الدائرة الأمنية في تل أبيب الى أنها توسّع مساحة استهدافاتها وملاحقة كل المشرفين على أجنحة المقاومة ولو أن ثمة حسابات أخرى مع "#حزب الله" وإيران.
وتأتي تصفية المقدح شقيق القيادي الفلسطيني منير المقدح، صاحب الحضور البارز في مخيم عين الحلوة في العقدين الأخيرين والذي ينشط تحت لواء "كتائب شهداء الأقصى" حيث عمل على تخريج أكثر من دورة عسكرية وإن كان بعض القياديين في الفصائل على أنواعها يرون فيها مجرد حفلات استعراضية إعلامية لا أكثر لكن حراكه في الآونة الاخيرة أثبت عكس ذلك. وتربطه علاقات مع حركة "حماس" و"حزب الله" وكل الفصائل التي ترفع لواء المقاومة. ولم يدخل وأبناء عشيرته فضلاً عن المنضوين في صفوف تكتله في "لعبة الدم" في المخيم من خلال معارك ومواجهات قتالية لم تجلب إلا أعمال القتل والتدمير في المخيم بعد شريط من جولات القتال بين "فتح" ومجموعات من الإسلاميين المتشددين وهم لا يقتصرون على شبان فلسطينيين مطلوبين للقضاء اللبناني.
ويستفيد المقدح من كل ما يتمتع به من حضوره في عين الحلوة ليحتل هذه المساحة من الحضور في المخيم حيث لم يقطع خيوط علاقاته مع حركة " فتح" ولا شقيقه خليل الراحل الضابط في صفوفها لكنهما لا يؤيدان منذ البدايات قيادة السلطة في رام الله (يتقاضى عناصرهما جدول رواتبهم من مالية منظمة التحرير في بيروت) في الخيارات التي اتخذتها من اتفاق أوسلو الى مد جسور تواصل مع إسرائيل وكل أجهزتها.
ولم يخف المقدح أنه لن يتأخر في استغلال أي وسيلة تؤدي الى إرسال الأسلحة والمساعدات المالية الى الداخل الفلسطيني سواء الى الضفة الغربية أو غزة، انطلاقاً من مسلّمات يؤمن بها مع كثيرين من أبناء "فتح" رغم اعتراض الرئيس محمود عباس وفريقه الأمني الذي ينادي بالمقاومة السلمية على عكس القائلين من بني جلدتهم بأنه لا يمكن رد الإسرائيليين والوقوف في وجه مخططاتهم وحركة استيطانهم إلا بواسطة أعمال المقاومة والتصدي لمشروعهم في الأراضي الفلسطينية والمنطقة. ومن غير المستغرب هنا ربط التشكيل العسكري للمقدح "كتائب شهداء الأقصى" مع "حزب الله" و"حماس" رغم تشديد المقدح على إظهار استقلاليته وعدم الارتهان لأي جهة ولو التقى مع أذرع محور المقاومة و"الحرس الثوري الإيراني".
0 seconds of 20 seconds
سينتهي هذا الإعلان خلال 15
وكان خليل المقدح قد انخرط في مطلع شبابه في العمل الفدائي، وبدأ مشواره في صفوف "جبهة التحرير الفلسطينية" التي نعته في بيان وهي تشيد بمناقبيته. وأخذ يعمل تحت مظلة شقيقه منير منذ أوائل التسعينيات مع سعيه الى دعم كل الانتفاضات في وجه إسرائيل وعدم ترك الفلسطينيين أسرى في أيدي جيشها واستخباراتها. وجاء استهدافه أمس نتيجة الدور الذي يضطلع به في مد الضفة الغربية بالأسلحة ومواد تصنيع العبوات حيث إن اعتداءات إسرائيل لم تعد تقتصر على مخيم جنين بل تشمل كل مخيمات الضفة وبلداتها التي لم يستطع الاحتلال تدجينها مع ملاحظة ارتفاع شعبية "حماس" في هذه البقعة في قلب إسرائيل.
ويسبب الناشطون في صفوف "فتح" مادة قلق وإزعاج شديدين للجهات الممثلة في سلطة رام الله التي تتعاون مجموعات منها مع إسرائيل. ولم يعد خافياً من خلال الاغتيال الأخير في صيدا سعي إسرائيل الى منع تواصل الكوادر الفلسطينية عن طريق الأردن مع ناشطين في الضفة من محسوبين على الأسير مروان البرغوتي وغيره من الكوادر "الفتحاوية".
وتقول مصادر مناهضة للسلطة الفلسطينية إن الحلقة الفلسطينية الممثلة بقوة في منظمة التحرير الفلسطينية ضاقت ذرعاً بالدور الذي كان يؤدّيه المقدح ورفاقه من جراء تواصلهم مع الناشطين في الضفة حيث يشكلون خطوط الإمداد بالأسلحة والعبوات التي باتت تهدّد عمق المصالح والحياة اليومية في المجتمع الاسرائيلي الذي تلقى أكثر من ضربة منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في مشهد يدفع الفلسطينيين الى الاستنفار العام في الداخل والخارج وخصوصاً في مخيمات لبنان التي يقول أهلها إنهم لن يتفرجوا على المجازر التي تستهدف إخوتهم في غزة وحصارهم في الضفة.