"حماس" والحزب لا يعولان على مفاوضات القاهرة
الاحداث- كتب رضوان عقيل في صحيفة النهار يقول:"بعد محطة #مفاوضات الدوحة، تتجه الأنظار إلى جولة القاهرة لتحديد ما يمكن أن يحققه الوسطاء رغم رفع منسوب الشروط التي يعمل بنيامين ننتياهو على تحقيقها. ولا يبدو منذ اليوم الأول لهجوم جيشه في #غزة أنه سيقبل بأي تسوية ما لم تلب طموحاته، ولو أنه غير قادر على تحقيق ما يعلنه حيال التضييق على الفلسطينيين وخصوصا في غزة، ولا تنفيذ ما يتمناه في جبهة #جنوب لبنان.
لذلك سارعت "حماس" قبل لقاء الدوحة إلى تحذير المعنيين وتنبيه الأميركيين أولا لألاعيب نتنياهو وتنصله من بنود أي اتفاق، وهذا ما باتت تعرفه "حماس" واختبرته عن كثب، فضلا عن "#حزب الله" الذي لم ير منذ البداية ممارسة أي ضغوط أميركية حقيقية على أركان الحكومة الإسرائيلية، ولا سيما من صقور المتطرفين، بحيث تؤدي بالفعل إلى وقف النار في غزة وإمكان تمدده إلى جنوب لبنان.
يتعامل الحزب بهدوء مع المفاوضات المفتوحة ويترقب ما ستفسر عنه في القاهرة، ولو أنه لا يعول على نتائجها، شأن "حماس"، بفعل حالة التصلب التي تمارسها تل أبيب والتي لا توحي قبولها بأكثر من هدنة، إضافة إلى طرحها شروطا تعجيزية على الفلسطينيين.
وكان الحزب قد تلقى أكثر من رسالة من المولجين المفاوضات، أبرزها من القطريين، حملت عنوان "أعطونا فرصة". ولا تخفي جهات عربية وغربية اتصلت بقيادة الحزب وصف نتنياهو بـ"المتهور"، وضرورة عمل الأفرقاء وتعاونهم على تجنيب المنطقة حربا شاملة.
وجاء كشف الحزب عن منشأة "عماد 4" في إطار رسائل الردع، ليقول لكل المعنيين إن "الفرصة انتهت"، ولو أنه يترك قرار الرد على اغتيال القيادي العسكري فؤاد شكر لتقدير قيادته، بناء على جملة من المعطيات الاستخباراتية والسياسية الدقيقة في آن واحد، مع التوقف عند مجموعة اعتبارات أمنية على الأرض. وبعدما أعلنت "حماس" عدم ثقتها بمناخات المفاوضات الأخيرة والمفتوحة، يصبح الحزب أكثر حرية في توقيت رده وعدم تحميله من أي جهة مسؤولية فرط المفاوضات أو تعطيلها.
وتعترف جهات ديبلوماسية على صلة بحركة المفاوضات بأن جولة الدوحة لم تكن على مستوى التوقعات، ولو أن الإدارة الأميركية من مصلحتها تحقيق إنجاز بالتوصل إلى صفقة تشكل مكسبا للحزب الديموقراطي. وما حضور الأسطول الضخم من البحرية الأميركية إلى المتوسط إلا دلالة على خطورة الأوضاع، علما أن واشنطن لم تنجح بعد في السيطرة على نتنياهو "المتغطرس" الذي لا يريد القبول باتفاق حتى الآن، مستندا إلى كل الدعم الذي تلقاه من الكونغرس حيث يحظى برعاية كبيرة من اللوبيات اليهودية في أميركا، رغم ارتفاع أصوات في أكثر من ولاية تعترض على استمرار مخططاته.
ويخلص ديبلوماسي عربي إلى أن جولة الدوحة، رغم كل الجهود التي بذلها الوسيط القطري، فشلت بنسبة 60 في المئة، "على أمل أن تسوى الأمور في اجتماعات القاهرة في انتظار ما سيفعله وزير الخارجية أنتوني بلينكن لجهة ممارسة الضغوط على نتنياهو ومحاولة فرض اتفاق عليه. ولن يتراجع الوسيط القطري عن الدور الذي يؤديه، وسنستمر في التنسيق مع الجانبين الأميركي والمصري. ولا شك في أن #مفاوضات القاهرة تشكل الفرصة الاخيرة أمام المجتمعين للتوصل إلى صفقة حقيقية، وإلا تبقى الأمور مفتوحة على كل الخيارات، حيث لا يمكن استثناء الدخول في حرب شاملة".
ولا تخفي المصادر المواكبة أن ثمة سهولة أكثر كانت تسجل في التواصل مع قيادة "حماس" إبان وجود اسماعيل هنية في الدوحة. ويجمع المتابعون على أن جولة القاهرة ستكون فاصلة في تحديد مسار المواجهات العسكرية المفتوحة ومعرفة إلى أين تتجه الأمور وحسم رؤية نتنياهو وتبيانها أمام الجميع. وإذا استمر الوضع على هذه الحال، فإن المنطقة ستدخل في حرب شاملة، مع الحذر من تقديم أي هدايا لنتنياهو الذي يعمل بالفعل على عدم الركون للإدارة الأميركية التي تسعى لتفادي حرب إقليمية.
ومن غير المستبعد في حال موافقة نتنياهو على تهدئة في غزة، أن يواصل هجماته في الضفة الغربية وجنوب لبنان لجر المنطقة إلى حرب إقليمية، وهو لن يكتفي إذا استطاع، بالقضاء على "حماس". ولا يسعى فقط إلى رفض مشروع حل الدولتين بل يعمل لمنع قيام ولادة المشروع الوطني الفلسطيني على أي بقعة فلسطينية. ولذلك عندما ينهي طي صفحة غزة، فإن خطته هي عدم القبول إلا بالقضاء على المقاومة والمواجهة في الضفة الغربية، التي يشكل أهلها من الفلسطينيين مادة قلق تهدد الكيان الإسرائيلي.