من الصحف

ضبط السجال بين جعجع وميقاتي لم يسقط الخلاف على «أمر واقع» بتشريع سلاح «حزب الله»
«الرئاسة» مؤجلة والديبلوماسية منصبة لمنع توسُّع الحرب على لبنان

الاحداث- كتبت صحيفة الانباء الكويتية تقول:"كادت الأمور تنقلب في الداخل اللبناني، إلى مزيد من الانقسام حول مسألة تتعلق بالمقاومة وإسرائيل، على خلفية الردود على كلام رئيس حزب «القوات اللبنانية» د ..سمير جعجع في مؤتمره الصحافي الأخير.

ففي سياق انتقاد جعجع الهادئ لسلاح ««حزب الله» وإدخاله لبنان في حرب، مضبوط إيقاعها حتى الآن، مع إسرائيل تحت شعار «جبهة الإسناد لغزة»، أصاب رئيس «القوات» حكومة تصريف الأعمال ورئيسها نجيب ميقاتي، من خلال دعوته إياها إلى التصدي لـ «الأمر الواقع»، اي سلاح «حزب الله»، المشرع بالبيان الوزاري للحكومات المتعاقبة، منذ عملية «عناقيد الغضب» في نيسان 1996.

ولم يتحمل الرئيس ميقاتي إلقاء المسؤولية عن السكوت عن «سلاح المقاومة» عليه منفردا وسأل في بيان لمكتبه الإعلامي جعجع: «لماذا لم يتم تنفيذ ما قاله وحل القضايا العالقة منذ سنوات؟».

موقف رئيس «القوات» الهادئ والذي فاجأ الحضور من مؤيدي الحزب في القاعة الكبرى بمعراب، لجهة ردعهم عن المطالبة بالتصدي لـ«الحزب» عسكريا، وإصرار جعجع على العمل السياسي دون غيره، لم يمر لدى ميقاتي والغالبية من طوائف ومذاهب أخرى.

وجاءت ردود متضامنة مع ميقاتي بالشكل، ومع سلاح «حزب الله» بالمضمون، حصنت هذا السلاح أكثر مما يستمد شرعيته من البيانات الوزارية الحكومية.

الا ان جعجع ميز بين انتقاد سلاح «حزب الله» و«تقصير الحكومة» في أخذ دورها والإشارة اليها جهارا بأنها «صدى»، وبين التصدي للعدو الإسرائيلي، والعادات اللبنانية في فتح البيوت أمام اللبنانيين في أوقات الشدة، بتأكيد احتضان «القوات» في مناطق تحظى فيها بتأييد شعبي لنازحين محتملين من الجنوب، والإشارة إلى النخوة والعادات اللبنانية.

وتوقف مراقبون عند المعركة السياسية التي فتحت بين «القوات اللبنانية» والرئيس ميقاتي، وأشاروا إلى أن جعجع حاول مرارا استدراج رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى سجال دون ان ينجح، اذ كان بري يكتفي برد غير مباشر رافضا السجال، لكن الأمر اختلف مع الرئيس ميقاتي الذي رفع نبرته في الرد متسلحا بتأييد اطراف سياسية وغير سياسية عدة له.

على خط آخر، أكد مصدر مطلع لـ «الأنباء» ان الحركة الديبلوماسية النشطة التي شهدتها العاصمة بيروت خلال الأيام الماضية، «نجحت في تحقيق بعض التهدئة لتجنب تصعيد الوضع في ظل ما تحقق في محادثات الدوحة».

وأضاف المصدر ان «حزب الله» الذي يؤكد باستمرار على ان قراره بالرد على اغتيال المسؤول العسكري الأرفع لديه فؤاد شكر، لم يربطه يوما بنتائج اجتماعات وقف اطلاق النار. غير ان الاجواء الإيجابية التي أوحتها الدول المعنية بشأن المحادثات انسحبت على الوضع اللبناني، وان تركت بعض القلق لدى الكثيرين الذين كانوا يتوقعون الاعلان عن اتفاق.

وفي هذا الاطار، توقف خبير عسكري عند الفيديو الذي وزعه «حزب الله» عن منشأة عسكرية تحت الأرض تحت عنوان «جبالنا خزائننا»، والذي يضم أنفاقا وطرقات ومتفرعات تسير فيها شاحنات محملة براجمات الصواريخ، وتوقيت هذا الفيديو عشية التوجه نحو اتفاق لوقف النار.

وقال الخبير ان «هذا الاعلان يؤشر لأمرين: الأول عدم التوجه إلى تصعيد لان من يريد الذهاب إلى الحرب لا يكشف اوراقه المستورة. وفي الوقت عينه هو بمثابة رفع معنويات او ما يشبه إعلان الانتصار. وثانيا هو رد على التهديدات الإسرائيلية، خصوصا بعدما ارتفعت النبرة العسكرية والتصريحات الأخيرة بأن ما سيحصل في بيروت اذا فتحت الحرب سيكون جحيما».

وتابع المصدر المطلع: «لن يتراجع حزب الله عن الرد، ولكن سيكون مضبوطا بقواعد الاشتباك السائدة بحيث يستهدف مواقع عسكرية دون استجرار رد يتجاوز الهجمات الإسرائيلية اليومية على اهداف للحزب».

في حين وصف مصدر ديبلوماسي عربي مطلع لـ «الأنباء» الحراك الديبلوماسي الأميركي والفرنسي والمصري بـ «الإطفائي لإخماد الحرائق السياسية، في محاولة لتجنيب لبنان حربا عسكرية موسعة بينه وبين إسرائيل.. حرب يصعب إطفاؤها».

ورأى «ان النتائج الأولية في المحادثات بين المسؤولين اللبنانيين.. رئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب، مع المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين ووزير خارجية فرنسا ستيفان سيجورنيه ووزير خارجية مصر بدر عبدالعاطي، استطاعت أن تفتح ثغرة للأخذ والرد وتبادل الأفكار والاقتراحات لتخفيف التوتر العالي عسكريا بين لبنان وإسرائيل، لتبقى قواعد الاشتباك منضبطة ولا تخرج عن سياقها المحدد، كي لا تندلع الحرب وربما تمتد إلى المنطقة». وأكد ان «الحراك الديبلوماسي الثلاثي الذي تزامن مع مفاوضات الدوحة، سينعكس إيجابا في حال نجاحه على الجبهة الجنوبية اللبنانية مع العدو الإسرائيلي، من وقف للنار وترسيم للحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة لاحقا».

ولفت «إلى ان أكثرية دول اللجنة الخماسية الممثلة بوزراء خارجيتها اليوم، وجهت بوصلتها إلى تخفيف حدة التوتر بين لبنان وإسرائيل، بعدما كان تركيز سفراء دولها في لبنان هو على حصر جهدهم الديبلوماسي بمساعدة اللبنانيين على انتخاب رئيس للجمهورية جامع لكل شرائح المجتمع اللبناني».

وأكد أن «الاستحقاق الرئاسي مؤجل البحث به حتى إشعار آخر، والجهد الديبلوماسي العربي والإقليمي والدولي مركز على منع توسع الحرب».

ميدانيا، أدى قصف طائرات إسرائيلية فجر أمس معملا للأحجار الاسمنتية في المنطقة الصناعية في محلة تول – الكفور بالنبطية على مسافة مئات الأمتار من الغارة التي دمرت منزلا في الطرف الشرقي لبلدة الدوير الأسبوع الماضي، إلى مجزرة مروعة ذهب ضحيتها 10 اشخاص من بينهم عدد من الجرحى، وجميعهم من التابعية السورية.

وبين الضحايا عائلة سورية (ناطور المعمل وعائلته) قضت بالكامل، الأب والأم والأولاد، فضلا عن عدد من الجرحى، من بينهم عمال سوريون.

وظهرا نفذت طائرة إسرائيلية غارة على دراجة نارية في منطقة قدموس بصور أدت إلى سقوط ضحية. وتلتها غارة عنيفة على مارون الرأس هدمت منازل عدة.

ورد «حزب الله» بقصف مستعمرة اييليت هشاحر قبل ظهر أمس. ثم أعلن عن استهداف تموضع لجنود إسرائيليين في موقع المرج بمحلقتين انقضاضيتين.