المفاوضات مأزومة بالمرواغة الإسرائيلية.. ولبنان مأزوم بخطاب يعمّق الانقسامات
الاحداث- كتبت صحيفة الانباء الالكترونية تقول:"رغم الضغوط القوية التي يحاول الوسطاء ممارستها لتمرير المقترح الجديد للهدنة في غزة على اعتباره "الأفضل لإطلاق الرهائن وتخفيف معاناة سكان غزة ومنع حرب إقليمية"، وفق ما قال مسؤولون أميركيون لموقع أكسيوس، فإن مفاوضات الدوحة لم تقترب بعد من اتفاق، بدليل استمرار المراوغة الإسرائيلية.
وكشفت القناة 12 الإسرائيلية أن أحد الخلافات يتمثل في محور فيلادلفيا، مشيرة إلى أن "نتنياهو يصر على وجود الجيش الإسرائيلي في المحور على الرغم من أن المؤسسة الأمنية اقترحت حلولا مختلفة، ووزير الدفاع يوآف غالانت نفسه قال إن ذلك ممكن بالإنسحاب من المحور لفترة محدودة مدتها 6 أسابيع". وتحدثت القناة عن طلب إسرائيلي آخر يتمثل في وجود آلية تفتيش على محور نتساريم، وأكدت أن الأميركيين وجهوا رسالة واضحة إلى إسرائيل مفادها أنهم لن يقبلوا بهذا الشرط، وأن هذا الخيار غير مطروح بالنسبة لهم.
القيادي في حركة حماس سامي أبو زهري قال إن حديث بايدن عن قرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة "وهم"، وشدد أبو زهري لوكالة الصحافة الفرنسية على أن "الاحتلال يواصل عرقلة كل المساعي لإتمام أي اتفاق، لسنا أمام اتفاق أو مفاوضات حقيقية، بل أمام فرض إملاءات أميركية".
وإذا كان البيان الأميركي - المصري - القطري يوم الجمعة الماضي قد أشار إلى جولة جديدة ستعقد في القاهرة قبل نهاية الأسبوع، غير أن الأمر لا يبدو محسوما بعد في ظل الفجوات الكبيرة القائمة.
في الأثناء واصلت إسرائيل إرتكاب المجازر في غزة وجنوب لبنان حيث كان المبنى السكني الذي يقطنه عمال سوريين في وادي الكفور قرب النبطية شاهد آخر على ذلك. فقد أسفرت المجزرة عن استشهاد عشرة أشخاص وإصابة عدد آخر بجروح مختلفة، ثلاثة منهم بحال الخطر.
وأمس أجرى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إتصالا بوزير خارجية بريطانيا ديفيد لامي تم خلاله البحث في التطورات الأمنية المستجدة في الجنوب وضرورة تكثيف الجهود لوقف دورة العنف. وشدد رئيس الحكومة على "ضرورة الضغط على العدو الاسرائيلي لوقف استهدافه المباشر للبلدات والقرى الجنوبية ما يؤدي الى سقوط شهداء وجرحى ودمار شديد".
وقد أكد وزير خارجية بريطانيا أنه سيكثف اتصالاته الدبلوماسية "لوقف التصعيد ومنع تفلت الأمور على نطاق أوسع".
وتعقيبًا على حركة الموفدين التي شهدها لبنان في الأيام الماضية لفتت مصادر متابعة عبر "الأنباء" الإلكترونية الى استحالة التوافق على وقف إطلاق النار بين لبنان واسرائيل ما لم يسبقه اتفاق شامل لوقف اطلاق النار في غزة.
المصادر اعتبرت ما أعلنه وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه ونظيره المصري بدر عبد العاطي عن موافقة فرنسا ومصر على التمديد لقوات اليونيفل لمدة سنة بحسب المقترح اللبناني يعد من المسائل التي يجب التوقف عندها ويضع لبنان أمام فرصة إبعاد الحرب الشاملة عنه وخفض منسوب التهديدات الاسرائيلية ضده التي تصاعدت في الآونة الأخيرة.
ورأت المصادر في زيارة وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن الى المنطقة اليوم بأنها قد تساعد على حلحلة العقد العالقة وإقناع إسرائيل باستئناف المفاوضات التي قد تعقد جولة جديدة بعد أيام في القاهرة بدلاً من الدوحة.
في غضون ذلك أكد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط أن "دقة المرحلة تقتضي الارتقاء بمستوى المسؤولية الوطنية والترفع عن السجالات السياسية العقيمة، التي تزيد من حدّة الانقسامات وتعميق الخلافات ولا تخفف من بؤس اللبنانيين، فيما الاجدى تقديم الايجابيات والحلول الممكنة، بموازاة المفاوضات الجارية، التي يجب أن تنطوي على تصميم أكبر لدرء الخطر على المنطقة وقفا فوريا لإطلاق النار".
في ظل هذا المشهد الإقليمي المتصاعد في التعقيد، فإن لبنان الغارق في أزماته بحاجة ماسّة إلى مقاربات وطنية تنطلق من أولوية التضامن بدل خطاب التخوين الذي يسهم أكثر فأكثر في تعميق الهوّة بين اللبنانيين.