الفرنسي بعد الأميركي في بيروت: دعم لبنان ووقف النار في غزة
الاحداث- كتب عباس صباغ في صحيفة النهار يقول:"لم يكد مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة #آموس هوكشتاين ينهي لقاءاته في بيروت، حتى أُعلن عن زيارة ل#وزير الخارجية الفرنسي #ستيفان سيجورنيه ضمن جولة له في المنطقة.
الزيارة الفرنسية الثانية منذ نيسان الفائت تتزامن وانطلاق مفاوضات وقف النار في #غزة والتي تستضيفها العاصمة القطرية #الدوحة، وتغيب عنها حركة "حماس".
ما دلالات زيارة سيجورنيه لبيروت في هذا التوقيت، علماً أن #باريس سبق أن تصدرت المشهد اللبناني من خلال ورقة اقتراحات في شأن الأوضاع على الحدود الجنوبية، ولكن تلك "المبادرة" لم تصل إلى خواتيمها لأسباب عدة، منها وضع شروط لا تخدم لبنان من خلال طلب إبعاد "#حزب الله" عن الحدود ولمسافة محددة؟
زيارة الأمس اختلفت من حيث المضمون، إذ شدد الوزير الفرنسي على الدعم المتجدد للبنان مؤكدا ضرورة وقف النار في غزة كأولوية فرنسية في هذه الفترة، "وهذا هو العنصر الأساسي والضروري الذي لا بد منه إذا أردنا تحقيق السلام في المنطقة"، فضلا عن تجديد الدعوة إلى تطبيق #القرار 1701 عشية التمديد الدوري لـ"اليونيفيل".
وأضاف سيجورنيه بعد لقائه الرئيس #نبيه بري: "ما يهمنا هو العمل على تخفيف حدة التصعيد، هذه هي الرسالة التي نقلتها إلى السلطات اللبنانية، وهي نفسها سأنقلها إلى بقية الدول في المنطقة، ونأمل تهدئة الأوضاع في هذه الأوقات الحساسة جدا".
لم يتردد هوكشتاين خلال زيارته الأخيرة لبيروت، وهي الخامسة منذ بدء معركة "#طوفان الأقصى" في تكرار عبارة "حان وقت وقف النار"، لأن أمد الصراع قد طال.
صحيح أن الوقت قد طال أكثر مما كان أحد يتوقعه مع استمرار العدوان على غزة لليوم الـ314، وفشل كل محاولات التهدئة بسبب التعنت الإسرائيلي والإيغال في سفك الدم الفلسطيني وتوسيع الاعتداءات على لبنان، لكن هناك من يعتقد أن الأميركي، لو أراد لاستطاع وقف الحرب، بدليل البيانات والمواقف الكثيرة الصادرة عن واشنطن والتي لم تكن على مستوى فداحة المذابح في فلسطين، إلى أن جاء البيان الرئاسي الأميركي - المصري - القطري الأسبوع الفائت ليؤكد أنه "حان وقت الانتهاء من إبرام اتفاق لوقف النار في قطاع غزة والإفراج عن الأسرى". ولفت إلى "أننا دعونا الجانبين (الفلسطيني والإسرائيلي) إلى استئناف المحادثات منتصف الشهر الحالي".
ثم جاء البيان الأميركي الأوروبي المشترك، فأعلنت الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا عن دعم جهود التوصل إلى اتفاق وقف النار والإفراج عن الأسرى في غزة.
الفرزلي: عدم وقف النار كارثة
على وقع الإعلانين، ومع استئناف المفاوضات في الدوحة تأتي زيارة سيجورنيه لبيروت، والتي يضعها النائب السابق لرئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي ضمن السياق الطبيعي في ظل ما يجري في المنطقة، ويوضح لـ"النهار" أن "زيارة الوزير الفرنسي ضرورية ولا سيما أن المجتمع الدولي يعول على ضبط الاستقرار، وعسى أن تنتج مفاوضات الدوحة حلاً بما لها من أهمية إستراتيجية".
ويلفت إلى أن "عدم التوصل إلى اتفاق لوقف النار سيهدد المنطقة برمتها ويقودها إلى كارثة، بما فيها أوروبا، وبالتالي الفرنسي ومعه المجتمع الدولي معنيان بما يجري في هذه المرحلة الخطرة، والهدف راهناً هو عدم السماح لتل أبيب بإفشال المفاوضات".
ويخلص إلى وصف الزيارات، سواء الأميركية أو الفرنسية وقبلها البريطانية بـ"الإيجابية"، ولا يستبعد أن " تكون الزيارة الفرنسية بالتنسيق مع الأميركيين".
في خضم تلك التطورات والتعويل على نتائج مفاوضات الدوحة، تأتي زيارة الوزير الفرنسي في محاولة لإثبات الحضور الفرنسي في المنطقة من البوابة اللبنانية، وكذلك الدور الفرنسي الفاعل في تركيبة "اليونيفيل" وانتظار قرار تمديد ولايتها.
أما المسلمات الفرنسية فتنطلق من ضرورة تطبيق القرار 1701 الذي صدر في مثل هذه الأيام عام 2006، وكذلك تعزيز دور الجيش اللبناني على الحدود، وإن كانت باريس على دراية أن من غير المسموح أن يمتلك الجيش السلاح الرادع لتل أبيب.
إلا أن فرنسا حاولت في نهاية نيسان الفائت من خلال زيارة سيجورنيه حينها، العمل على إنجاح مبادرتها في شأن الأوضاع على الحدود الجنوبية، وأرسلت الورقة الشهيرة وفيها أكثر من بند، منها ضرورة إبعاد "حزب الله" عن الحدود وسحب الأسلحة من منطقة جنوب نهر الليطاني. تلك الورقة كانت تحديثا لمبادرة فرنسية في شباط الفائت، عنوانها تطبيق الأطراف كافة القرار 1701، وبعدما أدخل لبنان تعديلات عليها ومن ثم رفضتها تل أبيب، فتم صرف النظر عنها.
فهل أعادت جولة سيجورنيه الحياة إلى مبادرة فرنسية جديدة، أم أن التطورات التي تشهدها المنطقة باتت تحتاج إلى أفعال وليس إلى مبادرات، ولا سيما أن المنطقة لا تزال تحبس أنفاسها في انتظار رد "حزب الله" على العدوان على الضاحية الجنوبية، وكذلك الرد الإيراني على اغتيال رئيس اسماعيل هنية في طهران؟