نصر الله يفصل بين عمليات الاسناد.. و«الردّ الحتمي» على اغتيال شكر وقصف الضاحية
الوفد البريطاني لتجنُّب استهداف المدنيين ولبنان يطالبه بالضغط على إسرائيل.. وحزب الله يستأنف إطلاق الصواريخ
الاحداث- كتبت صحيفة "اللواء"تقول : مع إنهاء الحرب العدوانية الإسرائيلية على قطاع غزة اليوم 300، بقي أوار الحرب على توجهه، مع بروز متغيرات بالغة التميُّز لجهة طبيعية المواجهة في مرحلة ما بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» اسماعيل هنية و«القيادي الجهادي الكبير» في حزب الله فؤاد شكر (السيد محسن)، وفقاً لما اعلنه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.
شيعت ايران الشهيد هنية، وشيع حزب الله الشهيد شكر، وانقشعت أجواء المواجهة عن مسار قديم - جديد بين اسرائيل ومحور الممانعة.
فبعد انتهاء مراسم التشييع استأنفت المقاومة الاسلامية في الجنوب عملياتها الاسنادية للمقاومة في قطاع غزة، بصرف النظر عن دخول الحرب المرحلة الثالثة ام لا، مع سحب الجيش الاسرائيلي بعضاً من وحداته القتالية من جبهة غزة الى الحدود الشمالية مع لبنان.
وقالت هيئة البث الاسلامية بعد 48 ساعة من الهدوء في الشمال، اطلق حزب الله عشرات الصواريخ نحو اسرائيل (حوالي 60 صاروخاً).
وفي السياق، ذكرت صحيفة (يديعوت احرنوت): ان اسرائيل نقلت الى حزب الله رسالة، عبر دبلوماسيين غربيين تفيد ان استهداف المدنيين الاسرائيليين بشكل واسع سيؤدي الى حرب شاملة، وكشفت ان قيادة الجبهة الداخلية اوعزت الى المصانع في شمال اسرائيل التي لديها مواد خطيرة بإفراغها او تقليص الكميات كإجراء وقائي.
اما الرد على اغتيال القياديين الكبيرين في محور المقاومة، فهو ينتظر «الهدف الحقيقي» المتلازم مع طبيعة العدوان على مقر اقامة هنية في طهران، وقصف الضاحية الجنوبية، واستهداف احد ابرز القيادات العسكرية في حزب الله (السيد محسن).
يعني ذلك ان المحور ليس على عجلة من امره، والرد آتٍ، لا محالة وفقا لما اعلنه السيد نصر الله في كلمة تأبينية للشهيد فؤاد شكر.
وفي اشارة واضحة الى ان جهات «المحور» لا ترغب باشعال الشرق الاوسط بحرب واسعة، قال السيد نصر الله: اذا كان الغرب لا يريد ألا تتدحرج الامور في المنطقة الى الأسوأ عليه الضغط على اسرائيل لوقف العدوان على غزة.
وتوجه السيد نصر الله الى من اسماهم «بالفرحانين» و«المنفوضين» بالاغتيالات قائلاً: اضحكوا قليلا وستبكون كثيرا، فقد دخلت مرحلة جديدة في كل جبهات الاسناد «ولم تعرفوا اي خطوط حمر قد تجاوزتم».
وقال: ان المعركة مع اسرائيل دخلت مرحلة جديدة، وعلى العدو ومن خلفه ان ينتظر ردنا الآتي حتما، فبيننا وبينكم الايام والليالي والميدان.
الموقف من إسرائيل
وقال رئيس وزراء اسرائيل ان جيشه مستعد لأي سيناريو دفاعاً او هجوماً و«سنحمّل مرتكب اي عمل عدواني ضدنا كائناً من كان ثمناً باهظاً جداً.
ودعا مجلس الأمن القومي الاسرائيلي حاملي الجنسية الاسرائيلية الى توخي الحذر الشديد عند السفر الى الخارج، متخوفا من ان تستهدف «حماس» او ايران او حزب الله مؤسسات يهودية او اسرائيلية خارج اسرائيل.
الحركة الدبلوماسية
دبلوماسياً، كان البارز وصول وزيري الخارجية والدفاع البريطانيين، ديفيد لامي وجون هيلي، واللذين استهلا جولتهما بقصر بسترس، ومن هناك ابديا قلقهما من احتمال تدهور الاوضاع في المنطقة، مشددين على ضرورة وقف اطلاق النار في غزة، وحذر لامي من ان يؤدي سوء حسابات الاطراف كافة الى جرّ المنطقة الى مزيد من التصعيد.
ومن مقر الخارجية، انطلق الوزيران البريطانيان الى عين التينة، حيث اجتمعا الى الرئيس نبيه بري واكد الوزيران اهتمام بريطانيا بوجوب الوصول الى التهدئة ووقف اطلاق النار في غزة ولبنان، وتخوف الوفد من ان يؤدي سوء تقدير التصعيد الى توسيع رقعة الحرب في المنطقة.
وقال بري للوفد البريطاني: ان الغطرسة الاسرائيلية الاخيرة برفض كل الطروحات والامعان في سياسة خرق الاشتباك والاغتيالات تجر المنطقة نحو مخاطر لا تحمد عقباها.
ووصف الرئيس نجيب ميقاتي ارسال وزيري الخارجية والدفاع الى بيروت في هذه الظروف رسالة دعم يقدرها لبنان. واشار الى ان اسرائيل انتهكت السيادة اللبنانية والحل لا يكون الا سياسياً عبر تطبيق القرارات الدولية بما فيها القرار 1701.
وسط ذلك، تقدمت وزارة الخارجية بشكوى أمام مجلس الأمن الدولي وأمام الأمين العام للأمم المتحدة عبر بعثتها الدائمة في نيويورك، طالبت بموجبها الدول الأعضاء في مجلس الأمن «إدانة الاعتداءات الإسرائيلية السيبرانية على لبنان والتي تشكل خطراً جدياً على خدمات الطيران المدني فيه، وتهدد أمن وسلامة شبكات الاتصال والأجهزة والتطبيقات والبيانات الإلكترونية في المنشآت والمرافق الحيوية اللبنانية».
وسط هذه الاجواء، لا تزال حركة الطيران تتأثر بالغاء الشركات رحلاتها الى بيروت، طلبت أستراليا من مواطنيها في لبنان المغادرة على الفور، قائلة إن هناك خطرًا حقيقيًا من تصاعد حدة التوتر على نحو خطير بين إسرائيل وجماعة حزب الله المسلحة.
من جهتها،نصحت فرنسا مواطنيها بعدم السفر إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية ولبنان، وسط مخاوف من تصعيد حاد في الشرق الأوسط.
المعارضة في السراي
سياسياً، استقبل الرئيس ميقاتي وفدا من نواب المعارضة، ضم النواب: ميشال معوض، جورج عقيص، مارك ضو، ميشال الدويهي، اديب عبد المسيح، لجهة اعتبار ان قوة لبنان بالالتفاف حول الشرعية المتمثلة بالحكومة ومجلس النواب، واعتبر ضو ان اي «اعتداء على اي شبر من الاراضي اللبنانية هو اعتداء علينا جميعاً»، وقال: ناقشنا كيفية تطبيق القرار 1701 لجهة التجهيز وتعزيز قدرات الجيش».
وفي الاطار الرئاسي، اعرب البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي عن خوفه على المؤسسات الدستورية، قائلاً في لقاء تلفزيوني مساء امس: لم افهم حتى اليوم سبب غياب رئيس للجمهورية ومخالفة الدستور المستمرة، وكيف تقبلون ان يستمر البلد من دون رئيس، متسائلاً اين الميثاقية بالممارسة في مجلس النواب والوزراء.
الوضع الميداني
ميدانياً، دوت ليل امس سفارات الانذار في مستعمرات الشمال، بعد سلسلة استهدافات اسرائيلية للقرى والبلدات اللبنانية.. فقد استهدفت غارة اسرائيلية معادية منزلا في المنطقة الواقعة بين شمع وطيرحرفا وأدى الى سقوط 3 شهداء و5 جرحى، معظمهم من السوريين.. كما استهدف الطيران الاسرائيلي كفركلا وبيت ليف والخيام ورامية.
واعلن حزب الله اطلاق عشرات صواريخ الكاتيوشا على مستوطنة متسوفا.