لبنان الرسمي يتحرك ضمن قدراته ولا اتفاق غير معلن
الاحداث- كتب وجدي العريضي في صحيفة النهار يقول:"اندفعت الأوضاع في اتجاهات خطرة من دون معرفة أفقها، خصوصاً في ضوء التزامن المبرمج والمدروس من إسرائيل في #اغتيال رئيس المكتب السياسي ل#حركة "حماس" إسماعيل هنية، واستهداف المبنى في #الضاحية الجنوبية حيث يقطن القيادي الكبير في "#حزب الله" #فؤاد شكر، ما يعني أن الرد الإسرائيلي على صاروخ #الجولان تجاوز الخطوط الحمر وقواعد الاشتباك، ليصل إلى عمق الضاحية والعاصمة بيروت.
إزاء ذلك، ماذا يمكن لبنان الرسمي أن يفعل، وتحديداً بعد ما جرى في الضاحية الجنوبية؟ هل هو قادر على المواجهة واتخاذ مواقف تحرك الرأي العام الدولي؟ وهل الديبلوماسية اللبنانية قادرة على أداء دور استثنائي في مثل هذه الظروف؟
النائب السابق #علي درويش يقول لـــ"النهار" إن لبنان الرسمي "بدأ يتحرك بفاعلية، وما اجتماع مجلس الوزراء إلا دليل على هذا المعطى، وخصوصاً أن رئيس الحكومة خطه مفتوح مع عواصم القرار ويتواصل مع الجميع".
وهل ستكون له جولة خارجية على غرار ما كان يفعله الرئيس الشهيد #رفيق الحريري في هذا الإطار؟ يرد درويش: "ليس هناك معطيات في هذا الصدد، لكن الرئيس ميقاتي يتحرك على أكثر من صعيد ويتصل بالمعنيين في الدول الكبرى والعواصم العربية والإقليمية، ويواكب كل ما يجري، وبالتالي لبنان الرسمي تحرك من خلال مجلس الوزراء، لأن ثمة اعتداء حصل على منطقة لبنانية، والشهداء لبنانيون، فمن الطبيعي أن يكون هناك تحرك. قرارات مجلس الوزراء واضحة في هذا السياق، وثمة خطة وضعت واستنفار لجبه التحديات وما يمكن أن يحصل لاحقاً. إن حكومة تصريف الأعمال قادرة على أن يكون لها دور وفاعلية ضمن الإمكانات المتاحة، وسيتم إسماع الصوت لكل المعنيين في ضوء هذا العدوان الإسرائيلي الغاشم واستهداف مدنيين، الأمر الذي استدعى التحرك الفوري لرئيس حكومة تصريف الأعمال، والأوضاع ستبقى موضع متابعة. قد يكون هناك حالة طوارئ غير معلنة على كل المستويات السياسية والاقتصادية والديبلوماسية وكل ما يتصل بمرافق الدولة للإبقاء على جهوزية تامة، وهذا دليل قاطع على أن البلد من خلال الحكومة والمعنيين يتحرك في أكثر من اتجاه".
ويشير درويش إلى أن "ما يجري اليوم حرب معلوماتية واستخباراتية، فإسرائيل حددت ثلاثة أيام للرد، وهو ما يعني أن ثمة دراسة وافية للوضع الاستخباراتي والاستقصاء من خلال جمع المعلومات وفق التطورات التكنولوجية. ولهذه الغاية، الحرب التي تخاض من الطرفين هي حرب استخباراتية بامتياز، وفي المقابل حزب الله لديه القدرة على المواجهة، ورده قد يحصل في أي توقيت، وثمة جهود دولية تحصل على أعلى المستويات لاحتواء الوضع الناشئ اليوم، والذي ينذر بحرب شاملة ما لم يكن هناك أي تدخل، لكن إسرائيل دولة عدوة وعدوانية، وتاريخها حافل بالاغتيالات والمجازر والارتكابات".
وهل هناك اتفاق غير معلن قد نصل إليه بعد هذه التطورات؟ يجيب درويش: "نعم، بعد كل هذه المعارك والحرب، ربما يأتي الموفد الأميركي آموس هوكشتاين إلى تل أبيب وبيروت، وربما يكون هناك تحرك دولي وإرسال موفدين من هذه الدولة أو تلك. حتى الساعة الكلمة للميدان، وبعدها تتبلور الصورة على غير مستوى وصعيد".
من جهته، يقول سفير سابق في إحدى العواصم الكبرى لـــ"النهار": "ليس هناك أي اتفاق معلن. الكلمة للميدان وللحرب الاستخباراتية التي ستتفاعل في المرحلة المقبلة، وإيران لن تعطي الإدارة الأميركية الحالية أي شيء قبل أن تنتهي الانتخابات الرئاسية الأميركية، لا بل ستدعم أذرعها في المنطقة، وقد تشتعل كل الساحات والجبهات، والمسألة طويلة جداً، ودور واشنطن هو الاحتواء لا أكثر ولا أقل. ومن الطبيعي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استعاد دوره وشعبيته، وبات الأقوى بعد العمليتين في الضاحية الجنوبية وطهران، لدلالة المكان، والأمور تتجه نحو التصعيد. لذا ليس في الأفق أي اتفاق معلن أو غير معلن قبل الانتخابات الأميركية، إذ لم نصل بعد إلى هدنة في غزة لتنسحب على الجنوب".