إسرائيل تقصف الضاحية بموافقة أميركية.. والهدف فؤاد شكر
مسيَّرات انقضاضية على مستعمرات الشمال.. وفتح الملاجئ في تل أبيب استعداداً للحرب
الاحداث- كتبت صحيفة "اللواء"تقول :" قصفت اسرائيل بعد السابعة والنصف من مساء امس الضاحية الجنوبية لبيروت، المسؤول البارز في حزب الله فؤاد شكر،الذي أعلن الجيش الاسرائيلي ليلاً أنه تمكن من اغتياله.
وتعتبر العملية الإسرائيلية خرقاً للتطمينات التي تلقاها لبنان من واشنطن وعواصم أخرى دخلت على خط التهدئة بعد حادثة مجدل شمس، ومفادها كما اعلن وزير الخارجية أول أمس أن لا بيروت ولا الضاحية الجنوبية ولا المطار على لائحة الأهداف الإسرائيلية.
وتسود حالة من الترقب في بيروت بإنتظار رد حزب الله على الغارة الإسرائيلية التي أودت بحياة القائد العسكري الأبرز للحزب، فيما أعلنت الحكومة الإسرائيلية إتخاذ إجراءات إستثنائية تحسباً لرد حزب الله، حيث تم فتح الملاجئ في تل أبيب ومستعمرات الجليل الأعلى، وعقد نتنياهو إجتماعا عاجلا مع كبار القادة الأمنيين لتقييم الموقف وإحتمالات الرد المتوقع على عملية الضاحية الجنوبية لبيروت، ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر أمنية بأن الرد الإسرائيلي إنتهى عند هذه الحدود ولا رغبة لتل أبيب بتوسيع نطاق المواجهة وخوض حرب شاملة.
ويعقد مجلس الوزراء جلسة طارئة عند الثامنة والنصف من صباح اليوم في السراي الكبير للبحث في المستجدات الطارئة، واقرار ما ستتخذه لجنة الطوارئ الوطنية، من زاوية توفير المؤن وتعزيز المستشفيات بما يلزم من حاجات صحية.
وأوضحت مصادر وزارية لـ«اللواء» أن مجلس الوزراء الإستثنائي يتناول انفجار حارة حريك ونتائج الاتصالات الديبلوماسية التي تولاها رئيس حكومة تصريف الأعمال في أعقاب حادثة مجدل شمس.
ولفتت المصادر نفسها إلى أن المجتمعين يطلعون على متابعة لجنة الطوارىء والإجراءات التي ناقشتها، فضلا عن موضوع حركة الطيران وبعض التفاصيل المتصلة بالبقاء في حال من الجهوزية، ولم تستبعد أن يتناول الرئيس ميقاتي في كلمته أمام المجلس التطورات الأخيرة وزيارات موفدين اجانب إلى بيروت من أجل تفادي قيام حرب شاملة في المنطقة.
وقالت إن مجلس الوزراء يقوم بواجباته عند اللزوم حتى وإن كان يحمل صفة تصريف الأعمال.
وكان الرئيس نجيب ميقاتي عقد اجتماعاً مع «لجنة الطوارئ الوطنية» وحضره الامين العام للمجلس الاعلى للدفاع اللواء محمد المصطفى، وجرى عرض الاجراءات المفترض اتخاذها في حال حدث تطور خطير على صعيد الوضع في الجنوب، وتقديم شكوى لمجلس الامن، وفقاً لما اعلنه وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب، الذي دان الغارة على الضاحية الجنوبية.
وقال ميقاتي تعليقاً على العدوان، ان العدوان برسم المجتمع الدولي، الذي عليه تحمل مسؤولياته، والضغط بكل قوة لالزام اسرائيل بوقف عدوانها وتهديداتها وتطبيق القرارات الدولية.
وحث وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي المواطنين البريطانيين الى «مغادرة لبنان الآن». وطالب لامي حزب الله «بوقف اطلاق النار» مضيفاً: نستعد لكل السيناريوهات في لبنان، مشيراً الى ان بلاده «ستسعى لمنع التصعيد بين حزب الله واسرائيل».
ومن المتوقع ان يصل لامي مع وزير الدفاع البريطاني غداً الخميس في اطار المساعي لمنع الحرب الشاملة.
واصدرت الخارجية الاميركية بياناً دعمت فيه اسرائيل لكنها دعت الى تجنب التصعيد، وتواصل العمل نحو التوصل الى حل دبولماسي.
لكن وزير الدفاع الاميركي قال ان «اميركا ستدافع عن اسرائيل اذا تعرضت لهجوم من حزب الله».
ورأت نائبة الرئيس الأميركي والمرشحة للإنتخابات الرئاسية كامالا هاريس أن من حق إسرائيل البقاء آمنة، وأن من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها ضد حزب الله.
لكنها أشارت إلى أنّه يتعين العمل على حل دبلوماسي ينهي الهجمات على حدود لبنان - إسرائيل.
واعتبرت وزارة الخارجية الروسية ان قصف الضاحية الجنوبية هو خرق للقانون الدولي.
الاستهداف
اذاً، ردت اسرائيل على حزب الله، فاستهدفت بغارة من مسيّرة المسؤول الكبير في حزب الله فؤاد شكر في ضاحية بيروت الجنوبية، في حارة حريك، قرب مستشفى بهمن.
وادى الحادث الى سقوط مدنيين.
وبعد اعلان الجيش الاسرائيلي مسؤوليته عما جرى، وضع جيش الاحتلال وحداته في حالة تأهب قصوى، وفتحت الملاجئ وسط اسرائيل تحسباً لضربة من حزب الله.
وعلى الفور جمع بنيامين نتنياهو كبار ضابط الجيش الاسرائيلي في مكتبه للتداول.. ولم يبلغ نتنياهو اعضاء الحكومة بالهجوم على حارة حريك لعدم ثقته بوزير الامن القومي بن غفير.
واعلن مسؤول حكومي لبناني ان شكر نجا من الهجوم الذي استهدفه في الضاحية.
وشكر هو هدف مشترك لكل من اسرائيل والولايات المتحدة الاميركية الذي تتهمه بأنه كان له دور محوري في تفجير ثكنات مشاة البحرية الاميركية (المارينز) في بيروت في 23 ت1 1983، ورصدت الخارجية الاميركية 5 ملايين دولار لمن يعطي معلومات عنه.
وادت الغارة الى سقوط 3 شهداء و65 جريحاً، واستقبل مستشفى الساحل 8 جرحى، اصابة احدهم حرجة، وليلاً فرض طوق على مستشفى الرسول الاعظم.
وتحدثت السفارة الايرانية في بيروت عن عدد من الشهداء والجرحى، ووصفت العدوان «بالآثم والجبان».
وقبل الغارة، عبر مسيَّرة على حارة حريك في الضاحية الجنوبية، قال مصدر قيادي في «حزب الله»: نحن في جهوزية كاملة لمواجهة اي اعتداء، وسنرد حتماً عليه، وقادرون على قصف المنشآت العسكرية في حيفا والجولان ورامات ديفيد، مستبعداً اجتياحاً برياً، والعدوان يقرر جحم الرد.. والاجتياح البري سيكون حافزاً لنضع اقدامنا في الجليل.
وليلاً بدأ حزب الله بالرد على الهجوم على الضاحية الجنوبية باطلاق سرب من المسيَّرات باتجاه الجليل الغربي.
المطار
وبقي الوضع في مطار بيروت الدولي موضع اخذ ورد، على الرغم من اجراءات شركة طيران الشرق الاوسط لجهة تسيير الرحلات الى اليوم، كما قررت تسيير رحلة اضافية الى اثينا، وكانت شركات الطيران العالمية علقت رحلاتها لـ«اجراء احترازي».