"ديبلوماسية الاحتواء" تسابق الرد الإسرائيلي و"حزب الله" يلوّح بـ"إسقاط كل المحرمات"
الاحداث- كتب رضوان عقيل في صحيفة النهار يقول:"المواجهات العسكرية الساخنة غير المنضبطة قد تؤدي إلى حروب كبرى إذا أراد القائمون بها التصعيد واستعمال أسلحتهم وترجمة ما يقولونه على المنابر وتجاهل التدخلات الديبلوماسية.
هذا ما ينطبق أولاً على المسؤولين في إسرائيل الذين يهددون #لبنان منذ تسعة أشهر ولم يتوانوا عن القول إنهم يريدون تلقين "#حزب الله" درساً لن ينساه. وبعد مجزرة مجدل شمس في الجولان المحتل استغل اليمين الإسرائيلي مشهدية الدم وأخذ يلوّح مجددا بتنفيذ ضربة توجع الحزب وتشمل ارتداداتها كل لبنان.
في موازاة كل هذه التهديدات المتبادلة، تنشط القنوات الديبلوماسية في ترطيب الأجواء، من دون أن يعني ذلك أنها ستنجح في كبح نيران الحرب. ويقول العاملون في هذا السياق إنهم لن يعدموا وسيلة للتهدئة وتلافي حرب شاملة في لبنان والمنطقة. وهذا ما تنشط الديبلوماسية الأميركية في ترتيبه بواسطة موفدها آموس هوكشتاين الذي يبقي خطه الساخن مفتوحاً مع الرئيس #نبيه بري.
وإذا كانت اتصالات الإدارة الأميركية بالجهات المواكبة في لبنان مفتوحة، فإن الأنظار تبقى شاخصة إلى ما يدور بين واشنطن وطهران، لأن ما يشغلهما لا يقتصر على مصالحهما المشتركة والملف النووي فحسب. ومن هنا يجري الحديث في كواليس الاتصالات عن ضربة مدروسة من الجانب الإسرائيلي الذي سينزل عن الشجرة بحسب أوساط ديبلوماسية للحد من خلافاته في مجتمعه أولا، ثم إن تل أبيب تريد تقليم أظفار "حزب الله".
ويقول السفير السابق لدى #الولايات المتحدة #أنطوان شديد إن "الإدارة الأميركية ستنشط لاحتواء الوضع، على أن يقوم الطرفان بضربتين مدروستين بعناية شديدة شرط عدم جنوح أي منهما إلى حسابات خاطئة كبيرة لا يمكن تفادي نتائجها إذا كانت أكثر من المتوقع".
ويتوقف شديد عند الانطلاقة الجيدة لكاميلا هاريس مرشحة الحزب الديموقراطي في وجه الرئيس السابق دونالد ترامب الذي يملك نقاط قوة عدة لكن طريقه إلى البيت الابيض ليست معبدة مئة في المئة. ويعتقد أن الديموقراطيين "ما زالوا يمتلكون زمام المبادرة في الإدارة رغم مشكلاتهم الكثيرة، وإذا نجحت هاريس في الانتخابات في 5 تشرين الأول المقبل فلن يكون الأمر في مصلحة نتنياهو الذي يعول على فوز ترامب".
ويتلاقى كلام شديد مع شخصية لبنانية تعرف العقلية الأميركية جيدا وتدرك أنه كلما اقترب موعد تلك الانتخابات جرى تبريد الجبهة في لبنان، وان نتنياهو يلعب على الاستفادة من عامل الوقت. وإذا فازت هاريس فإن ما يخطط له نتنياهو وفق أجندته سيدفعه إلى التراجع وتقديم جملة من التنازلات، مع التذكير بأن الكيمياء مفقودة بينهما.
بعد واقعة مجدل شمس وإعلان "حزب الله" عدم مسؤوليته عنها، لم يستفض قادته في الكلام، ولا سيما بعد اتخاذ جناحي العسكر والسياسة جملة احتياطات تحاكي أي مستوى من الضربات الإسرائيلية. لكن الحزب أوصل رسالته إلى كل المعنيين، حتى واشنطن، بأنه لن يسكت عن أي ضربة مهما كانت آثارها.
ويقول مسؤول في الحزب إن قيادته لا تميز بين منطقة وأخرى رغم خصوصية بيروت والضاحية الجنوبية، لكنه لا يفرّط بأرواح أبناء الجنوب والبقاع وكل اللبنانيين، ويعتبر استهداف العاصمة من "الكبائر العسكريةً"، وإذا نفذت إسرائيل عدوانا كبيراً "فلتسقط عندها كل المحرمات".
توازيا، يشكو مرجع لبناني بطء التحرك الغربي في ضبط نيران التصعيد الإسرائيلي، مع تبني دول عدة وجهة نظر تل أبيب والسكوت عن حلقات مجازرها في مشهد لا يدعو إلى الاطمئنان.
في غضون ذلك، ينهمك اللبنانيون بآخر التطورات ولا يظهرون أنهم على رؤية واحدة حيال كل ما يحصل. فمن يعارض الحزب يتشبث برأيه والعكس صحيح، لكن ثمة فئة من المواطنين لا بأس بها حتى لو لم تلتق مع الحزب، لا تظهر اللامبالاة حيال ما يحدث على وقع كل أخطار التهديدات الإسرائيلية وكيفية ردها وأين سيكون ووفق أي معايير عسكرية، ولا سيما أن الإسرائيلي الذي يملك مفتاح الحرب يعرف كيف يطلق الشرارة الكبرى ولا يعرف كيف يطفئها.
من هنا تكثر تكهنات المتابعين عن بنك أهداف إسرائيل في لبنان، والذي يبدأ من نقاط عسكرية للحزب ولا ينتهي بمنشآت حيوية رسمية، فضلاً عن الخيار الأسوأ إذا تم استهداف مدنيين. وبات في الحكم المؤكد، وهذا ما سمعه هوكشتاين، أن أي رد إسرائيلي سيقابله رد مماثل من الحزب الذي اتخذ كل احتياطاته واستعدّ جيدا لكل السيناريوات.
ومن الواضح أن العقل الإسرائيلي أدخل في المرحلة الأخيرة تبديلات عدة على سياسة إدارة التوقعات حيال الحزب، وإلا لكان خلال الدقائق التالية لحادثة مجدل شمس استهدف أي بقعة على طول الخريطة اللبنانية. هو يتحسب جيدا للرد، مع الإشارة إلى أن أي حسابات خاطئة لا يمكن القفز فوقها بسهولة وكأنها لم تحدث. ومن هنا تقدم إسرائيل على استعمال المعايير المطلوبة بميزان دقيق تحسبا للوقوع في أي تقدير عسكري خاطئ، ولا سيما أنها لم تقدر على إنهاء حربها في غزة إلى اليوم، وتختلف مفاعيل ضربتها باختلاف مكانها، على الحدود وفي محيط الليطاني أو أي منطقة أخرى.