موفد "حزب الله" في الخارجية للمعلومات والتنسيق المتبادل!
الاحداث- كتب وجدي العريضي في صحيفة النهار يقول:"استرعت زيارة موفد "حزب الله" لوزارة الخارجية اللبنانية باهتمام لافت، ولو انها لا تشكل مفاجأة، باعتبار أن ثمة علاقة وثيقة بين وزير الخارجية عبد الله بوحبيب و"حزب الله"، ولا سيما أن مواقفه كانت دائما داعمة لدور الحزب، حتى أنه تعرض لبعض الانتقادات، ولكن لم يأبه لها باعتبار أنه مطلع على كل ما يجري في المنطقة، بفعل مشاركته ومتابعته الدائمة للمواقف الدولية والعربية، ولا يترك مؤتمراً إلا يشارك فيه. لكن ماذا عن هذه الزيارة وتوقيتها ومضمونها في ظل التهديد الإسرائيلي بشن عدوان واسع على لبنان؟
لا بد من التذكير بأن وزير الخارجية أجرى سلسلة اتصالات بنظرائه الأميركيين والفرنسيين والأوروبيين، وكانت له مواقف واضحة، وهو على بينة من الموقف الإسرائيلي. وأكد البعض أنه قيل له خلال أحد اتصالاته إن العدوان واقع على لبنان مئة في المئة، لكنه سيأتي في نطاق محدود وسيكون قاسياً. بمعنى أوضح، الوزير بوحبيب علم من بعض وزراء الخارجية الدوليين والذين هم على بينة مما يحصل، وخصوصاً من جانب الموقف الإسرائيلي، أن إسرائيل اتخذت القرار، لكن التوقيت لا يعرفه الوزير ولا أي جهة، بل سيكون مفاجئاً لجهة الوقت وبنك الأهداف الذي ستلجأ إليه. لذلك زيارة موفد "حزب الله" كانت للتواصل والتنسيق مع وزير الخارجية، والاطلاع على ما لديه من معطيات، وهذه مسألة أساسية وحيوية.
على هذه الخلفية جاءت الزيارة في هذه الظروف التي تعتبر نقطة تواصل وتنسيق مع بوحبيب، في كل المحطات والمفاصل، فكيف في هذه المرحلة، ولا سيما بعد حركة الاتصالات المكثفة التي قام بها وزير الخارجية؟
والواقع أنه بعدما اطلع من الأميركيين على ما ستقوم به إسرائيل، جاء لقاء موفد "حزب الله" في الخارجية تزامناً مع ما يجري اليوم من حراك ديبلوماسي دولي إقليمي وعربي، ولكن تبقى أمور لا يرغب أحد في كشفها، سواء من "حزب الله" أو من وزير الخارجية.
مصادر في الخارجية تؤكد لـــ"النهار" أن اللقاء طبيعي في هذه الظروف الصعبة التي يجتازها لبنان والمنطقة، ومن الطبيعي أن وزير الخارجية وكل دوائر الوزارة يلتقون المكونات اللبنانية كافة، وخصوصا أن "حزب الله" لديه كتلة نيابية وازنة ووزراء، فمن هذا المنطلق، التشاور مسألة عادية، بل ضرورية، وكانت للاطلاع على ما تفعله الخارجية في هذه المرحلة، والثناء على مواقف الوزير من أجل دعم لبنان وقضاياه العادلة، وإدانة إسرائيل وما تلجأ إليه من انتهاكات ومجازر، وهو ما سبق أن عبّر عنه في أكثر من مؤتمر، وفي سائر لقاءاته مع الديبلوماسيين، لذلك الزيارة طبيعية في مثل هذه الظروف، والتشاور والتنسيق والتواصل ضرورية مع الحزب وأي مكون لبناني آخر.
عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب قاسم هاشم يقول لـ"النهار" إن "احتمال قيام إسرائيل بعدوان أمر وارد، لذلك مسألة عادية جداً أن يزور وفد من حزب الله وزارة الخارجية، ولا سيما أن دور الوزير بوحبيب إيجابي، ولا أعرف كيف لا يتلقفه البعض، وكأن الخارجية هي لفريق سياسي دون الآخر. فالوزير يلتقي جميع الأطراف اللبنانية من كل الاتجاهات، والتشاور مستمر على أعلى المستويات، وبناء على هذه الأجواء والمعطيات، وفي هذه المرحلة بالذات، اطلع موفد حزب الله إلى الخارجية على الاتصالات والدور الذي يضطلع به بوحبيب مشكوراً، في ظل التهديدات الإسرائيلية واحتمال العدوان على لبنان. ليس غريباً على إسرائيل أن تعتدي على لبنان، فهي دولة عدوة وتاريخها حافل بالمجازر والانتهاكات".
ويبقى أخيراً، أن اللعبة مفتوحة على كل الاحتمالات، وتتجاوز كل الأطراف في الداخل، وهذا ما تؤكده أوساط وزارية حول زيارة موفد الحزب للخارجية، لأن ذلك ضروري، وكل فريق سياسي عليه أن يلجأ في مثل هذه الظروف إلى تحصين الجبهة الداخلية على غير مستوى، من خلال التواصل والتنسيق في إطار وطني جامع، وعلى هذه الخلفية، فالتنسيق يأتي في وقته الصحيح.