من الصحف

"القوات" ليست مع حوار الفرض وعاتبة على بري "الملاكم العتيق"

الاحداث- كتب رضوان عقيل في صحيفة النهار يقول:"لم يكن أحد يتوقع أن يؤدي ما قدمه #نواب المعارضة الـ 31 إلى اختراق في استحقاق الانتخابات النيابية وتوجه النواب إلى القاعة العامة وانتخاب رئيس للجمهورية بعد كل المحاولات والمبادرات التي قامت بها أكثر من كتلة، فضلا عن جهود المجموعة "الخماسية" التي لم تؤدّ كلها إلى إنتاج عملية انتخاب حقيقية. 
لا يخفي نواب المعارضة وخصوصا من طرف "القوات اللبنانية" أنها كانت واضحة في خياراتها، إذ لم تؤيد التوجه إلى طاولة الحوار في الأساس، لكنها في المقابل لم تعارض أي مشاورات بين الكتل النيابية. وتلقت بصدمة كبيرة رد كتلتي حركة "أمل" و"حزب الله" بعدم استقبالهما النواب المعارضين، في مشهد لم تألفه العلاقات بين الكتل، حتى لو اختلفت في التوجهات، ولم تتوقعه "القوات" تحديدا، وخصوصا من رئيس المجلس #نبيه بري، ولو انها جاهرت مرارا بأنها لا تقبل حوارا بالفرض. 

ما حصل أخيرا مع المعارضين لا يؤشر لنيات حوار حقيقية "لطالما نادوا بها منذ نحو سنتين". ويأتي رد "الثنائي" بعدم استقباله وفد المعارضة انطلاقا من أنها لم تتوقف عن هجومها المفتوح ورفض أكثرية نوابها مبدأ الحوار منذ ما قبل ولاية الرئيس ميشال عون. 

وفي مقابل هذا الموقف، تكرر"القوات" أنها لم تعمل على مخالفة القانون والدستور والأطر الطبيعية التي تؤدي إلى انتخاب رئيس للجمهورية بعيدا من أي أعراف لا تقبل تثبيتها اليوم ولا في المستقبل. ولم تستوعب كيف أن كتلتين كبيرتين تمثلان الحركة والحزب ترفضان استقبال نواب المعارضة. وتعود "القوات" للتذكير بأنه قبيل عام 2016 كانت "الوفاء للمقاومة" تؤيد المرشح سليمان فرنجية، ولكن قلبها كان مع العماد ميشال عون، وهذا ما جهدت لتحقيقه، وحققته وفق ما أرادت بهدف تأمين غطاء مسيحي لـ"حزب الله" الذي يعمل اليوم على انتخاب المرشح سليمان فرنجية، رغم أن لديه نائبا مسيحيا واحدا هو نجله طوني.

ولم يتقبل "الثنائي" شبه الإجماع المسيحي على ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور، ويسأل "عن أي تمثيل مسيحي يتحدثون؟".

بعدما وصلت كل المبادرات والمشاورات المحلية بين الأفرقاء إلى طريق مسدودة وتبين أنها لم تحقق كل ما سعت إليه وسط جملة من الألغام والتعقيدات، هل بات يمكن القول ان لا مشاورات ولا فرص للتلاقي بعد اليوم؟

لا تؤيد "القوات" الخلاصة الأخيرة. ويقول لسان حال نوابها بتوجيه من الدكتور سمير جعجع إنه يجب عدم نسف الجسور والمراكب، وإن كان الرجل على المستوى الشخصي لم يتوقع الرد على مواقفه من رئيس المجلس بهذه الطريقة "بعد الرسالة السلبية التي وصلتنا منه". وتردد "القوات" أنه لا يليق ببري وبموقعه على رأس السلطة التشريعية التعامل بهذا الأسلوب مع 31 نائبا، فهو لم يلبّ عريضة نواب المعارضة ولم يعرها الاهتمام المطلوب للبحث في أوضاع الجنوب على وقع التهديدات الإسرائيلية، وخصوصا بعد التطورات الأخيرة في مجدل شمس في الجولان مع اقتراب البلد من حافة الحرب الشاملة.

ورغم كل ذلك، تقول "القوات" ان ليس من الأدبيات السياسية عند جعحع إقفال قنوات التشاور التي لا ينبغي أن تنقطع في الأصل بين الأفرقاء. ولم يكتف بذلك، بل أعطى تعليماته لنواب في "الجمهورية القوية" بضبط تصريحاتهم في إطلالاتهم وتوجههم بالمباشر نحو رئيس المجلس، ولو استمروا في مخالفة طرحه للحوار من زاوية النقاط التي يطرحها ويصر على تطبيقها. 

وتؤكد الأوساط المواكبة أن "القوات" حيال ما يحصل ستبقى على إصرارها على التواصل مع الكتل النيابية ومن بينها رئيس المجلس "ولو اختلفنا معه"، إنما المهم هو انتظام قواعد الدستور في نهاية المطاف رغم الصعوبات التي تعترض مسار نواب المعارضة، وتبقى كل الخيارات مفتوحة مهما بلغت درجات الاختلاف بين الافرقاء، ويجب الإبقاء على الروح الرياضية السياسية والتحلي بقدرة الاستيعاب، مع الإشارة إلى عدم توزيع الأدوار في صفوف نواب "القوات" الذين يلتزمون في النهاية توجيهات قيادتهم، وإن كان هناك نواب لا يعرفون أسلوب اللون الرمادي في تصريحاتهم، فيما يحرص رئيس التكتل النائب جورج عدوان على التواصل مع بري لأسباب لا تعود إلى رئاسته لجنة الإدارة والعدل فحسب، بل إلى كيمياء برلمانية بين الرجلين، من دون أن يتحسس جعجع من هذه العلاقة.

وإذا كانت "القوات" باقية على ثوابتها حيال رفضها مقاربات بري للحوار واعتراضها على أداء "حزب الله" في الجنوب وفتحه جبهة الحرب في الثامن من أكتوبر الفائت، فلا يبدو أن كل نواب المعارضة الـ31 على سياسة واحدة حيال تقديم المعارضة رؤيتها لما يحصل في الجنوب وغزة. ومن بين هؤلاء النائب بلال الحشيمي الذي لم يؤيد بيان اللقاء الأخير للمعارضة، ورفض توقيعه بسبب ما تضمنه من رؤية لما يدور في الجنوب، وهو لا يلتقي هنا مع حزبي "القوات" والكتائب في نظرتهما إلى حرب غزة والجنوب.