حماس" ترفض تكرار تجربة "فتح" في لبنان
الاحداث- كتب رضوان عقيل في صحيفة النهار يقول:"فاجأت #حركة "حماس" الكثير من المراقبين والمتابعين لمسار هذا التنظيم في الحرب الأخيرة في غزة وتأقلمه معها على مدار عشرة أشهر من القتال والمواجهات، إذ صمدت في مواجة اقوى آلة حربية في المنطقة تمتلكها #اسرائيل. يقرّ بهذا الواقع خصوم الحركة ومؤيدوها. ويتحدث قيادي كبير في "حماس" زار بيروت في الأيام الأخيرة وعقد سلسلة من اللقاءات بعيدا من الإعلام، عن استمرارها في المواجهة بكل ثقة، ليس إيمانا بقدرات حركته فحسب بل من باب الوقائع، ليقول إن عناصر "#القسام" أصبحوا في الآونة الأخيرة أكثر قوة في مهاجمة الإسرائيليين، حتى في شمال غزة، ولا سيما أن التقارير الاستخباراتية حتى الإسرائيلية منها أخذت تتحدث عن أن هذا الجسم العسكري ما زال يحافظ على جزء كبير من كتائبه وان المسؤولين في #تل أبيب أصيبوا بصدمتين، الأولى بعد واقعة السابع من تشرين الأول الفائت، والثانية لعدم تمكنهم من الاحتساب الجيد لقدرات "حماس" العسكرية رغم تدمير الجزء الأكبر من غزة والأزمات اليومية للمواطنين.
في اختصار، يقول القيادي "الحمساوي" إن الحركة أجبرت الإسرائيلي وقبله الأميركي على محاورتها، بغض النظر عما ستنتهي إليه عمليات المفاوضات، وكل الكلام الذي ردده بنيامين نتياهو والرئيس الأميركي جو بايدن أجبرهما على الرجوع عنه، وبات لا مفر أمام نتنياهو من التوقف عند شروط "حماس".
على صعيد المفاوضات التي تتولاها واشنطن والدوحة والقاهرة، يبدو أنها "مجمدة" الأن رغم الجدية التي يحاول الاميركيون تطبيقها بمساعدة القطريين. وفي انتظار ما تحققه زيارة نتنياهو لواشنطن وترقب كلمته في الكونغرس، ترى "حماس" أن أمامه سلوكا واحدا من ثلاثة خيارات:
- القبول بمتابعة مسار المفاوضات والتوصل إلى وقف النار وإطلاق الأسرى.
- الاستمرار في الأسلوب العسكري الذي يتبعه في غزة وجنوب #لبنان.
- التوجه إلى فتح حرب انطلاقا من الشمال ضد "#حزب الله" ولبنان.
والترجيح عند "حماس" حتى الآن هو إبقاء نتنياهو على هذا المنوال العسكري الذي يتبعه إلى حين صدور نتائج الانتخابات الاميركية في تشرين الثاني المقبل. والواقع أن فرق جيشه ليست قادرة بسهولة على فتح حرب شاملة ضد لبنان، وهو يدرك حقيقة ما يتلقاه من كبار ضباط الجيش.
يبقى الجنوب محل ترقب الجميع، وتكرر"حماس" أن لا معطيات تشير إلى أن الإسرائيلي يعمل على فتح حرب شاملة، أقله في هذا التوقيت، مع توقع أن أي هدنة في غزة ستنعكس إيجاباً على الجنوب أيضا، ولكن إقدام إسرائيل على الحرب الكبرى التي يتحدث عنها عدد من قادتها سيؤدي الى إشعال المنطقة.
وردا على عمليات "القسام" من أرض الجنوب في اتجاه إسرائيل، يرد المسؤول في "حماس" بأن طبيعتها تبقى رمزية ولو انها تستهدف نقاطا عسكرية لمواقع إسرائيلية. والحركة في النهاية لا تتدخل في أي شأن لبناني داخلي، وهي ترفض تكرار تجربة منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان. وتدرك "حماس" جيداً حقيقة الانقسامات اللبنانية حيالها، وتقول: "نحن نبقى ضيوفاً على أرض لبنان الذي لم يقصر أهله في احتضان قضيتنا. ونرفض التوطين ولا بديل من العودة إلى أرضنا وتحريرها". وتبقي الحركة على تعاونها مع لجنة الحوار اللبناني- الفلسطيني ورئيسها باسل الحسن.
في غضون ذلك، يبقى خيار الصفقة المطروحة على طاولة البحث محل قبول عندها، مع التذكير بأن "حماس" لا تعارض الحوار مع الأميركيين ولو وجهاً لوجه، علماً أن قنوات التواصل مفتوحة بينهما في مكان واحد ولو كانا لا يلتقيان مباشرة، وهذا ما يحدث بينهما في القاهرة والدوحة. وثمة ثوابت قد أرستها "حماس" وأبلغتها إلى الجميع، مؤداها أن "اليوم التالي" في #قطاع غزة يحدده أصحاب الأرض، وأن طرح الإتيان بقوات عربية أو إسلامية إلى غزة لم يعد واردا، ولو ان دولاً عربية غير مصر تحمست لهذا الطرح ثم سرعان ما تراجعت عنه، وان معبر رفح لن يفتح إلا بتعاون من الجانبين الفلسطيني والمصري.
وتوجه وفد "حماس" إلى بكين للإعلان بكل انفتاح عن الدخول في حوار مفتوح مع الفصائل الفلسطينية وخصوصاً مع حركة "فتح"، مع ملاحظة اهتمام الديبلوماسية الصينية أكثر بمتابعة شؤون المنطقة وخصوصا القضية الفلسطينية، وإن كانت تجارب حوارات من هذا النوع في الجزائر وموسكو والقاهرة لم تكن على مستوى الطموحات.
وفي ظل الحديث عن مستقبل غزة بعد وقف النار، تقول إنها لن تصادر قرار أهلها وهي على استعداد لشكل أي حكومة مصالحة يتم التوافق عليها مع كل الفصائل، سواء كانت ائتلافية أو وحدة وطنية او تكنوقراط، وليس من الضرورة هنا أن تتمثل الحركة في الحكومة بقياديين من صفوفها.
لا تخفي "حماس" حجم الأخطار التي تهدد الفلسطينيين، لكن عوامل عدة ما زالت تمتلكها في التصدي لإسرائيل التي لم تعد تلك الدولة المستقرة في المنطقة والقادرة بسهولة على جذب اليهود. ويعود هنا المسؤول في "حماس" إلى التذكير بكلام قالته وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون قبيل انتهاء ولايتها على مسمع نتنياهو: "عليك أن تحذر من ثلاثة عوامل من طرف الفلسطينيين: الديموغرافيا والجغرافيا والتكنولوجيا". هذا الثالوث يثبت مفاعليه على الأرض، ولو ان نتنياهو يحاول مجافاة الحقائق وعدم الاعتراف بها.