عندما يقول بري: الأسهل جمع بايدن وبزشكيان ...
الاحداث- كتب رضوان عقيل في صحيفة النهار يقول:"بات من الواضح أن كل الطرق التي تحاول أكثر من كتلة نيابية شقها وتجاوز ألغامها في #ساحة النجمة للتقريب بين الأفرقاء وانتخاب رئيس للجمهورية، مسدودة بفعل انعدام عامل الثقة في ما بينها، ورفع الفيتوات والشروط المتبادلة وانشغال الجميع في حفلات الردود الإعلامية وتحميل الآخر مسؤولية كل هذا التأخير في إتمام الاستحقاق الرئاسي. وما زاد الطين بلة هو التخوف من الخطر الآتي من الجنوب خشية انزلاق الأمور بين إسرائيل و"#حزب الله" ودخولهما في حرب كبرى ستكون لها ارتدادات كثيرة على الطرفين وكل ال#لبنانيين ما لم يتم استباق الأمور ونجاح مهمة الوسطاء، وفي مقدمهم الموفد الأميركي آموس هوكشتاين الذي يستعجل تحقيق إنجاز وقف النار، باعتبار أن ارتداداته الإيجابية لن تنحصر في غزة وجنوب لبنان بل ستصل إلى ملعب الانتخابات الرئاسية الأميركية ومحاولة الديموقراطيين استثمار هذا الأمر في حملة الرئيس جو بايدن الذي لا يخرج من انتكاسة حتى يقع في أخرى.
وبعدما تبين أن محاولة قوى المعارضة التي تضم 31 نائباً لم تستطع تسويق طرحها في التئام المجلس والتوجه إلى جلسة انتخاب، وقبل الحديث عن توجه أصحاب الرؤية الأخيرة للقاء الرئيس #نبيه بري ومحاولة إقناعه، صدرت أكثر من إشارة إلى أن ما تم تقديمه سيكون كسابقاته من محاولات لم تحرز تقدماً وانضمت الى مساعي كتلة "الاعتدال الوطني" و"اللقاء الديموقراطي"، فضلاً عما قام به رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل. في الخلاصة كل هذه المحاولات وسعت مساحات التباعد بين الكتل.
ومع أن بري يقول إنه لا يتقبل الاستسلام ما دام هناك نافذة ضوء قد تؤدي إلى الحوار، وإنه لن يتأخر في محاولة استثمارها والبناء عليها، يبدو أن الأمور وصلت إلى طريق مسدود لعدم ذهاب ممثلي الكتل إلى طاولة حوارية أو تشاورية، أقله حتى الآن وفي مثل هذه الظروف. وينقل عن رئيس المجلس قوله إنه أصبح من الأسهل جمع الرئيسين الاميركي جو بايدن والإيراني مسعود بزشكيان قبل جمع رؤساء الكتل وممثليهم.
هذه الدرجة من الإحباط لمسها الكثيرون في لبنان فضلاً عن سفراء #المجموعة الخماسية التي ما زالت تعمل على خط التقريب، ولكن ما نفع محاولاتها إذا كان أصحاب الشأن لا يريدون التلاقي والاستفادة من العوامل المساعدة التي تؤدي الى إنضاج الظروف الطبيعية لجلسة الانتخاب؟ ومن المفارقات التي يتوقف عندها مراقبون أن بري المستمر في محاولاته التقريبية، ولو انه يمثل طرفا في الاستحقاق الرئاسي المعطل، يرفض الدعوة إلى طاولة حوار من دون وجود حزب "القوات اللبنانية"، فيما لا يريده الأخير في رئاسة طاولة تشاورية.
ويستند رئيس المجلس هنا إلى عدم تغييب أي جهة أو عزلها بناء على ثقافة سياسية درج الإمام #موسى الصدرالملهم الأول لبري على اتباعها. ورغم كل هذه المناخات السوداوية، لم يتلقّ بري طلبا لموعد من كتل النواب الـ 31، ولو ان تحركهم تمت قراءته من عنوانه لحظة ولادته، وهم يعرفون مسبقاً أنه لن يسلك طريقه إلى التنفيذ.
ولا تقول "القوات" هنا إنها أوقفت محركات محاولتها الأخيرة التي سمتها "خريطة الطريق" للانتخاب بالتعاون مع نواب المعارضة، رغم الحواجز التي تعترضها، وما زالت بحسب أعضاء من هذا الفريق في مرحلة "الأخذ والرد" وتوسيع مروحة الاتصالات مع رئيس المجلس وآخرين.
وإذا كانت القوى السياسية والنيابية منشغلة بكل هذه المناورات النيابية، فإن الجميع يتابع بدقة التطورات العسكرية جنوبا، ولا سيما بعد تراجع الآمال في الصفقة الأخيرة في غزة نتيجة استمرار الجيش الإسرائيلي في مجازره والأداء السلبي ل#بنيامين نتنياهو الذي يتلاعب على حبال المراوحة والمناورة والاستفادة من نقاط الضعف عند كل من يواجهه، سواء كان من أهل بيته أو من #حركة "حماس". ولا يوفر في الوقت نفسه استغلال أي إخفاق عند الديموقراطيين والجمهوريين في واشنطن قبل حلوله ضيفاً على الكونغرس في 24 من الجاري وترقب الأسابيع المشوقة قبيل موعد الحسم في تشرين الثاني المقبل.
وبالعودة إلى هوكشتاين المستنفر في اليونان مع ذكر مصادر ديبلوماسية أنه حط في قبرص في مسافة أقرب إلى لبنان، يبدو أنه يستعد لزيارة بيروت عند تلمسه أي إشارة سانحة ومشجعة يمكن البناء عليها في تهدئة جبهة الجنوب. وفي المعلومات أن قنوات اتصالاته بجهات لبنانية لم تنقطع، وهو في إجازته الصيفية. وتلقى هوكشتاين نصيحة بعدم زيارة بيروت قبل التأكد من إرساء الاتفاق - الصفقة في غزة، لأنه من دون تحقيق هذا الأمر لا فائدة من قدومه و"لا ضرورة" بحسب جهات تتبع حركته. صحيح أنه ناقش وبري جملة من المعطيات والنقاط المتعلقة بالقرار الأممي 1701 والعمل على تثبيت النقاط البرية على الحدود في الجنوب ومستقبل هذا الربط الساخن منذ تسعة أشهر من دون انقطاع، إلا أنه من غير الدقيق أن الرجلين توصلا إلى مخرج نهائي على الحدود بين الجانبين لأن كثيرين يتناولون سيناريوات ومعطيات "مش صحيحة".