من الصحف

تصادم بين المبادرات وغياب القواسم المشتركة لبنان يترقّب أولوية الملفّات الدولية والإقليمية

الاحداث- كتب وجدي العريضي في صحيفة النهار يقول:"تتصادم المبادرات بعضها ببعض دون الوصول إلى قواسم مشتركة أو أي وجهات نظر متقاربة، بدليل ما تعرضت له مبادرة #كتلة المعارضة من انتكاسة سريعة، بحيث ضربت في دقائقها الأولى من قبل خصومها وسواهم، حتى إن كثيرين من المعارضين، رأوا أنها كانت متسرعة حيث الضباب يحيط بالساحة الداخلية والمنطقة، وثمة أكثر من مبادرة باتت مطروحة يشبه بعضها بعضاً دون الوصول إلى أي نتائج، حيث يسأل الكثير من المحللين والمواكبين والمتابعين، أين مبادرة اللقاء الديموقراطي والحزب التقدمي الاشتراكي؟ وكذلك ما أفضى به دور رئيس #التيار الوطني الحر النائب #جبران باسيل
من تحركات ولقاءات؟ 

إذ ترفض أوساطه أن تكون هناك مبادرة، بل تشاور حول عناوين أساسية، بدايةً، لماذا حصرية تمسك الثنائي بترشيح النائب السابق #سليمان فرنجية، ومن ثم إمكانية الوصول إلى التوافق على مرشح إذا اصطدمت كل المبادرات ولم يحصل أي توافق، عندها من يفوز "صحتين على قلبو"، وعندما ينال ستة وثمانين صوتاً ويفتح #المجلس النيابي وتحصل دورات متتالية، إلا أن أوساط التيار أيضاً، تؤكد أنها متفائلة في ظل التواصل والتلاقي مع الكثير من الكتل النيابية والقوى السياسية، حيث بدأ التقارب حول عدد من النقاط رئاسياً وسياسياً، وتحديداً حول التشاور، وهذا ما يبرع فيه رئيس التيار من خلال المناورة السياسية، وفي المحصلة وفق المعلومات المتأتية، أنه خلال الساعات المقبلة، ثمة تحرك واسع لكتلة الاعتدال الوطني، حيث يؤكد أحد أعضائها النائب وليد البعريني لـ"النهار،" أن نقاشاً مستفيضاً حصل، وتقييماً شاملاً لكل المحطات السابقة، واتفق على خريطة طريق سننطلق بها في لقاءات مع رؤساء الكتل والخماسية، إذ كنا أول من أطلق مبادرة ليس لأهداف سياسية وشعبوية ومناصب وسواهم، لكن على أن تكون خشبة الخلاص وينتخب الرئيس، لأننا على بيّنة تامة بما يحيط ب#لبنان من أزمات سياسية واقتصادية، دون إغفال أن هناك حرباً مشتعلة في غزة والجنوب، والشغور الرئاسي يقض مضاجع اللبنانيين فإذا طال أمده ينهار ما بقي من الدولة، لذا، يضيف البعريني، نسعى لانتخاب الرئيس في أقرب وقت ممكن وتشكيل حكومة إصلاحية، ودون ذلك فإننا مقبلون على كوارث على كافة الأصعدة.

في السياق، تكشف مصادر سياسية عليمة مواكبة لمسار الأوضاع برمتها لـ"النهار"، أن انتخاب الرئيس ما زال معلقاً، والحركة الداخلية والمبادرات والمواقف وسواها، إنما هي مضيعة للوقت ولتقطيع المرحلة ليس إلا، لأن المجتمع الدولي والمعنيين بالملف اللبناني وإن كانوا يتحركون ضمن اللجنة الخماسية، أو عبر مواقف منفردة وثنائية من واشنطن إلى باريس والفاتيكان وغيرهم، فالأولوية لما يجري من حرب بين روسيا وأوكرانيا، وللوضع الفلسطيني وحرب غزة، ومن الطبيعي الجنوب اللبناني، فضلاً عن سوريا والعراق، وثمة ترقب لمحطات أساسية قد ترخي بظلالها على تحولات ومتغيرات متوقعة، ولا سيما ما يجري من حوار بين سوريا والعراق، ولقاء قريب بين الرئيسين التركي والسوري، رجب طيب أردوغان وبشار الأسد، وهذه مسألة لها دلالتها وأهميتها في هذه المرحلة، إلى إعادة استئناف الرحلات الجوية بين دمشق والرياض، بعد تطور العلاقة الإيجابية بينهما، وتعيين سفير سعودي في العاصمة السورية، ما يعني أن لهذه الأجواء والمعطيات تداعيات على الساحة اللبنانية، في ظل الحدود الجغرافية المشتركة بين بيروت ودمشق، حيث تاريخياً وبغض النظر عن الخلافات والتباينات السياسية، فأي تطور في هذه الدولة وتلك يؤثر، أكان إيجاباً أم سلباً، وذلك يعود إلى حقبات تعود إلى الخمسينيات، ما يعني أن تلك الملفات على اختلافها الخارجية والإقليمية تُعدّ أولوية مطلقة، فيما لبنان يبقى في موضع الترقب، فضلاً عن عودة التواصل الأميركي-الإيراني وإمكانية تطويره، وبمعنى أوضح قد لا يكون هناك انتخاب لرئيس الجمهورية إلى حين يظهر الخيط الأبيض من الأسود على صعيد ما يجري في المنطقة والإقليم، وعندها يبنى على الشيء مقتضاه على الساحة اللبنانية وتحديداً الرئاسة والملفات الداخلية، فيما وضع الجنوب مرتبط ارتباطاً مباشراً بغزة، وموقف "حزب الله" واضح، بما معناه، لن نوقف الحرب مع إسرائيل قبل أن توقف الأخيرة اعتداءاتها على غزة، لذا عوداً على بدء، فلبنان في موضع المواكبة والمتابعة للأجواء والمعطيات الراهنة، إلى حين تبلور الصورة وعندها ينقشع مسار الرئاسة وغيره من الملفات الداخلية والإقليمية والدولية.