أين يتموضع "التيار الوطني الحر" في مرحلة الاصطفافات؟
الاحداث- كتب وجدي العريضي في صحيفة النهار يقول:"تشير معطيات منذ فترة، إلى أن الساحة الداخلية ستشهد تموضعات سياسية لافتة وعلى قدر كبير من الأهمية، وثمة تحالفات مختلفة ستتشكل، ربطاً بالتطورات الأخيرة، سواء ميدانياً على صعيد تداعيات #حرب الجنوب وإفرازاتها السياسية من مواقف وسواها، أو سياسيا انعكاسا على الاستحقاق الرئاسي وكل ما يتفرع منه بصلة. وعلى هذه الخلفية يبرز السؤال: أين يتموضع "#التيار الوطني الحر" الذي انطلق معارضاً بشراسة من خلال مؤسسه الرئيس العماد ميشال عون، إلى دخوله السلطة على رأس الرئاسة الأولى والمواقع الوزارية والإدارية وغيرها، واليوم يعود ويترجّح بين المعارضة و"بلوك جديد" في ظل تحالفات مرتقبة سياسية وانتخابية وسواها؟
يلاحظ في هذا السياق أن ودّا مستجدا يأخذ مكانه على خط #عين التينة-#ميرنا الشالوحي، ولقاءات تعقد باستمرار قطبها النائب #غسان عطاالله الذي يلتقي رئيس مجلس النواب #نبيه بري دورياً، والعلاقة تتطور في شكل لافت بين البرتقالي ورئيس المجلس، ناهيك بتطرية بين "التيار" والتقدمي الاشتراكي، وكذلك لم يخرج "التيار" حتى الساعة من تحالفه مع "حزب الله" ولم تكسر الجرة بينهما، بدليل أن جولة النائب #جبران باسيل الأخيرة وزيارته حارة حريك واللقاء مع رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد اتسمت بالإيجابية وفق مصادر "التيار"، بعدما عرض باسيل رؤيته للاستحقاق الرئاسي، ما يعني أن الخطوط لا تزال مفتوحة، لكنها مقفلة بالتمام والكمال مع معراب، حيث ليس هناك تواصل ولا تقارب ولا إيجابية يبنى عليها بين "التياريين" و"القواتيين".
النائب السابق إدي المعلوف يقول لــــ"النهار" رداً على سؤال عن تموضع "التيار" إنه "على تواصل مع فئة كبيرة من الأحزاب والقوى السياسية وكتل نيابية، وبمعنى أوضح، يلتقي في كثير من المواقف والمحطات مع الحزب التقدمي الاشتراكي وحركة أمل وحزب الله، حيث لم تنقطع العلاقة وإن شابها الفتور، إلا أنها مستمرة، بدليل لقاء رئيس التيار في الآونة الأخيرة مع رئيس كتلة الوفاء للمقاومة، وصولاً إلى اتصالات تحصل مع تكتل الاعتدال والتجدد وبعض النواب، ومنهم النائب فؤاد مخزومي وسواهم من الكتل النيابية والقوى السياسية".
ويلفت إلى أنه "في حال كان هناك كتلة وسطية من كل الأطراف، فذلك ليس موجهاً إطلاقاً ضد حزب الله، ما يشكل حالة مهمة من التموضع السياسي للوصول إلى القواسم المشتركة وانتخاب رئيس للجمهورية، والتوافق على الكثير من المسائل الوطنية. في المحصلة التيار لم يقفل الباب على أي طرف، إلا مع حزب القوات اللبنانية لأنهم لا يريدون التواصل".
ويكشف المعلوف أنه في حوار مع أحد نواب "القوات" قبل يومين في المجلس النيابي حول دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري، لاحظ عدم إجابة عن سؤال طرحه على النائب "القواتي"، بمعنى أن بري يقول إنه سيترأس الحوار ويدعو إلى جلسات متتالية لانتخاب الرئيس، فأين المشكلة؟ هذا هو العرف، ويجب أن نتمسك به، وليس انتهاكاً للدستور، فكان رد النائب "القواتي الصمت". وعند سؤاله، أنتم في 2014 شاركتم في الحوار ورئيس المجلس النيابي هو من ترأسه في الدوحة، فأين المشكلة في ذلك؟ ولماذا ترفضون الآن؟ يختم المعلوف: "نحن نتموضع في السياسية اليوم مع هذه القوى والأحزاب التي أشرت إليها، في إطار التواصل. نتفق في أماكن ونختلف في أماكن أخرى، إنما لم نقفل على أي طرف أو مكون سياسي".
ولكن كيف تقرأ المعارضة تموضع "التيار الوطني الحر"؟ هنا يرى رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب كميل شمعون أن "الحسنة الوحيدة للتيار هي تمسكه بالدستور عندما يرفض دعوة رئيس مجلس النواب للحوار، وذلك يتماهى مع موقفنا، أي ضرورة انتخاب الرئيس، لأن المجلس تحول إلى هيئة ناخبة، لا الحوار قبل الانتخاب، باعتباره مخالفا للأطر الدستورية والقانونية، وهنا نتفق معه. أما في مواضيع أخرى فلا أرى أن التيار الوطني الحر سيخرج عن اتفاق مار مخايل حتى الساعة، لأن ذلك يكون نهايته على الإطلاق، سياسياً وانتخابياً وعلى كل المستويات، وهو يدرك الأمر بامتياز، وعلى هذه الخلفية يحاول رئيسه النائب جبران باسيل المناورة واستمرار العلاقة مع حزب الله، والجديد هو تطور التواصل مع رئيس مجلس النواب، وهذا يصب في إطار المناورة السياسية، لا أكثر ولا أقل، لأن هذا التيار بنى مجده السياسي على المعارضة، ولا يمكنه إلا أن يكون معارضاً".
وهل هناك تواصل بين الوطنيين الأحرار و"التيار الوطني الحر"، يجيب شمعون: "على الخفيف". ليس ثمة تطور في هذه العلاقة، هناك إيجابية في موضوع الفيديرالية الذي يرفضها النائب باسيل، فيما فئة كبيرة من التيار الوطني الحر تواصلنا معها، وهي تؤيد طرحنا، وهذا ما نستشفه خلال اللقاءات. التواصل يحصل مع القاعدة العونية في هذا السياق. إن تموضع التيار الوطني الحر يكون دائما مبنياً على مصالح سياسية انتخابية واستحقاقية، وفي طليعتها رئاسة الجمهورية، ولهذا يحاول أن يبقى في المعارضة".