الفارق بين فرنجية والخيار الثالث
الاحداث- كتب عماد مرمل في صحيفة الجمهورية يقول:"تستمر المراوحة في ملف الاستحقاق الرئاسي العالِق في نَفق التوازن النيابي السلبي، فيما يحاول كلّ طرف داخلي أن يصمد أطول وقت ممكن في «خندقه السياسي» لعله يتمكن من تغليب خياره الرئاسي في نهاية المطاف.
ليس هناك ما يوحي بأنّ رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية في وارد الانسحاب من السباق الرئاسي، ولا مؤشر أيضا الى انّ حلفاءه في وارد التخلي عن دعم ترشيحه.
بمعنى آخر فإنّ فرنجية وحلفاءه لن يصرخوا أولاً في معركة عض الاصابع، مهما طال الوقت والانتظار، خصوصا أنهم «خبراء» في الصبر والتحمّل، كما تدل التجارب السياسية.
على الضفة الأخرى، يتفادى خصوم فرنجية أيضا إظهار اي إشارة ضعف ويتجنّبون حتى الآن إعطاء أي انطباع بأنهم تعبوا من الدوران المستمر في الحلقة المفرغة وبأنهم قد يتراجعون عن رفضهم لانتخاب رئيس تيار «المردة»، مُنطلقين في موقفهم السلبي من انه مرشح «حزب الله» ووصوله الى قصر بعبدا سيعني انّ موقع الرئاسة سيكون في قبضة الحزب طوال ولايته، مع إبداء انفتاحهم في الوقت نفسه على الخيار الثالث او التوافقي الذي يمكن ان يتقاطَع الجميع حوله.
وضمن إطار مناقشة هواجس هؤلاء المعترضين، تلفت اوساط مسيحية داعمة لفرنجية الى انّ تحالفه مع الحزب من موقع الاحترام المتبادل هو عنصر قوة له وليس العكس، إذ انه وانطلاقاً من حيثيته وتاريخ بيته السياسي يستطيع أن يقول «لا» للحزب عندما تستدعي الضرورة ذلك، بلا أي شعور بالحرج او الخشية من سوء تفسير موقفه، بينما الرئيس المنبثق من الخيار الثالث سيكون بطبيعته رَخواً وأضعَف من ان يواجه نفوذ الحزب وتأثيره.
وتشير تلك الاوساط الى انّ الحزب يحترم فرنجية ويدرك خصوصيته، وبالتالي لن يحرجه بما يُسيء الى عهده ولن يُحمّله ما يفوق طاقته، في حين أن قواعد تعامله مع أي عهد آخر ستكون متحررة من هذه الاعتبارات.
وتلفت الاوساط الى انّ فرنجية ليس في حاجة إلى كسب ثقة الحزب او ودّه كَونه تجاوز هذه المرحلة بفعل العلاقة القديمة بينهما، واستطراداً فهو غير مضطر الى تقديم أوراق اعتماده او بذل جهد إضافي لإثبات حسن نيته بل سيتصرف بانسيابية وسيكون متصالحاً مع نفسه، بينما الاسم التوافقي قد يبالغ في محاولة ارضاء الحزب ومراعاته، لطمأنته ونيل دعمه.
وتشير الاوساط الى انّ علاقة فرنجية ـ الرئيس ستكون مع السيد حسن نصرالله شخصياً، الأمر الذي من شأنه ان يسهّل اموراً كثيرة، فيما أي رئيس آخر لن يحظى بمثل هذا الامتياز و»عوائده» السياسية.
وتعتبر الاوساط نفسها انّ فرنجية يستطيع، من موقع الثقة المتبادلة، أن يمون على الحزب كما على سوريا بالنسبة الى بعض الملفات الدقيقة، خصوصاً انه ستكون للجانبين مصلحة في إنجاحه، في حين انّ تأثير الاسم الوسطي عليهما سيكون صفراً ولن يستطيع أن يأخذ منهما ما يستطيع فرنجية أخذه.
وترجّح الاوساط انه اذا انتهت الحرب في غزة ونجح الاميركيون في إنجاز اتفاق في شأن مستقبل الوضع على الحدود الجنوبية، فإنهم لن يبالوا حينها اذا وصل فرنجية الى الرئاسة، لأنّ ما يهمّهم في لبنان ومنه هو ملف «حزب الله» والحدود وليس اي شيء آخر.
بناء على كل هذه العوامل، تعتبر الاوساط انّ الخيار الثالث الذي تنادي به المعارضة سيكون أكثر مسايرة للحزب من فرنجية، ولذلك فإنّ حجتها ضده غير مقنعة