لبنان ينتظر هوكشتاين لتجنّب الحرب والرئاسة بعيدة جدّاً
الاحداث- كتب رضوان عقيل في صحيفة النهار يقول:"لم يعد من المستغرب ربط ملفات لبنان وأزماته بأكثر من قضية في المنطقة وانتظار ما ستنتهي إليه الانتخابات الرئاسية في إيران اليوم والأميركية في تشرين الثاني المقبل. وتتجه أنظار المعنيين في لبنان على المستوى الرسمي و"#حزب الله" لمعرفة ما خلص إليه اجتماع كبير المستشارين في البيت الأبيض آموس #هوكشتاين في باريس مع الموفد الفرنسي جان - إيف لودريان الذي لبّى دعوة الإليزيه في وقت يمرّ فيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بموسم سياسي لم تصبّ نتائجه في مصلحته في انتظار الجدول النهائي لنتائج الانتخابات التشريعية الأحد المقبل.
ولم يتلقّ المسؤولون في بيروت بعد حصيلة اجتماع هوكشتاين ولودريان وما يمكن أن يحققاه من خروق في غزة أولاً التي أثبتت وقائع مواجهاتها العسكرية أنها تشكل حجر الرحى في التوصّل الى حلّ في الإقليم يبدأ من وقف إطلاق النار أولاً وترقب إمكانية تمدّد هذا الأمر على جنوب لبنان. ورغم مواصلة إسرائيل استهداف قياديين في الحزب وردّ الأخير على نقاط عسكرية فلا توحي كلها بدخول الطرفين حتى الآن في حرب شاملة ومفتوحة. ويأمل كثيرون رؤية هوكشتاين في تل أبيب وبيروت بغية خلق مساحة أمل جديدة قد تمنع وقوع الحرب الكبرى على أرض جنوب لبنان التي ستتمدّد الى مناطق لبنانية أخرى في حال وقوع الانفجار الكبير. ويعي الرئيس نبيه بري أخطار كلّ هذه التهديات في حال حصولها وترجمتها على الأرض مع ميله وإن لم يعلن عن هذا الأمر في شكل ظاهر الى عدم الفرح بتقهقر بايدن، وذلك ليس من باب الإعجاب بسياساته أمام ترامب من جراء ما خلفته مناظرتهما من خلاصات لا تخصّ الاميركيين فحسب.
ويعوّل بري على حصول تطوّر إيجابي في غزة. ويقول إنه في حال حصول هذا الأمر وتحقيقه يحضر هوكشتاين سريعاً الى المنطقة وإذا بقي الوضع على حاله في غزة فستبقى الأمور على حالها ولن تؤدي زيارة الموفد الأميركي الى أيّ نتيجة.
ووضع قيادي في حركة "حماس" بري في آخر تطورات اتصالاتها غير المباشرة مع إسرائيل التي تتولاها قطر ومصر فضلاً عن الأميركيين. وتبقى الحلحلة رهن حصول تراجع في مواقف الحكومة الاسرائيلية.
ويقول سياسي لبناني مطلع إنه لا يمكن التقليل من حالة الضعف التي تشهدها الإدارة الأميركية وخصوصاً إذا استمرّت على هذا المنوال فلن يقوى الحزب الديموقراطي على مواجهة الجمهوريين الذين سجّلوا جملة من النقاط في الأسابيع الأخيرة. ولا يظهر ماكرون في وضع أفضل الأمر الذي ينعكس سلباً على لودريان وهوكشتاين نتيجة ما يعيشه المستشارون والإدارات في الإليزيه والبيت الأبيض نتيجة جملة من الضغوط.
ويستغل نتيناهو كل هذه العناصر ويتهم البيت الأبيض بأنه لم يلبّ طلباته ولم يزوّد الجيش الإسرائيلي بالشحنات العسكرية والعتاد كما يجب رغم كل ما تلقاه من قنابل وتكنولوجيا حديثة وغيرها أدّت الى تدمير قطاع غزة وإن لم تتمكّن من القضاء على كل قدرات "حماس". ويعتقد كثيرون هنا أنه أصبح في إمكان نتنياهو اليوم فرض شروطه أكثر على بايدن ومساعديه ومن غير المؤكد أن يستقبل هوكشتاين إذا حضر الى تل أبيب هذه المرة. والحكومة الاسرائيلية في ظلّ كل هذه الوقائع يمكنها أن تستمر في إدارة السلطة الى حين انتهاء الانتخابات الأميركية مع تفضيل نتنياهو نجاح ترامب.
وإذا وصل الأخير فثمة معطيات وقرارات عدة سيعمد الى تغييرها وربما نسفها من الأساس وخصوصاً مع إيران. وتقول مصادر سياسية متابعة إن نتنياهو غير راضٍ عن أداء بايدن ومقاربة هوكشتاين لإيجاد مخرج آمن في جنوب لبنان. ولا تخفي مصادر ديبلوماسية أن نتنياهو يتهم الإدارة الأميركية بمحاباة طهران وأن واشنطن هي من دفعت بعضو مجلس الحرب بيني غانتس الى تقديم استقالته من الحكومة فضلاً عن احتضان وزير الدفاع يوآف غالانت، وأن كل هذه الإشارات ستدفع بنتنياهو في كلمته المقبلة أمام الكونغرس الى المزيد من التشبّث بخياراته وفرض شروطه حيث لا يمانع الإبقاء على هذ المشهد من غزة الى جنوب لبنان وهزيمة خصومه بالنقاط ولو أن وقائع الميدان العسكري في الساحتين لا تخدمه كما يجب.
وفي ظل كل هذه التحولات الانتخابية من طهران الى واشنطن مروراً بباريس ينتظر لبنان كل نتائجها وانعكاسها على ملفاتها مع تسليم عند الجميع بعدم قدرة الأفرقاء وتمكنهم حتى الآن من إتمام انتخابات رئاسة الجمهورية مع تركيز عمل الرئيسين بري ونجيب ميقاتي على تجنيب لبنان الحرب واستغلالهما كل النوافذ السياسية والديبلوماسية مع الأميركيين وغيرهم في محاولة للتوصّل الى هذه الخلاصة.
وفي انتظار نتيجة الانتخابات الرئاسية الإيرانية في جولتها الثانية بين الإصلاحي مسعود بزشكيان والمتشدد سعيد جليلي ثمة من ينتظر حصول توجّهات وإن غير مباشرة من المرشد علي خامنئي لدعم الأول وتكون إيران في هذه الحالة قد وجّهت رسالة إيجابية للغرب وخصوصاً أميركا الأمر الذي سيصبّ في مصلحة حملة بايدن ليعمل على استثمار هذا المعطى في حال تحقيقه، وإذا فاز جليلي يرجّح سير الأمور نحو المزيد من التعقيد والسقوف العالية.