من الصحف

هل قدّم قاسم مخرجاً للحزب على وقع تصعيد إعلامي إيراني؟

الاحداث- كتبت سابين عويس في صحيفة النهار تقول:"كان لافتاً كلام نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم إلى وكالة "أسوشيتد برس" أول من أمس في توقيته ومضمونه، وقد تزامن مع مجموعة محطات ومواقف دولية ترتبط في شكل وثيق بالوضع في جنوب #لبنان والجهود الدولية الرامية إلى سحب فتيل التفجير. 

يحمل كلام قاسم أوجها كثيرة من التفسيرات، ولكن أياً تكن اللهجة التي استعملها على مدى ٤٠ دقيقة من المقابلة التي أجريت في #الضاحية الجنوبية للعاصمة، فهي تصب في إطار فتح ثغرة لرسم سيناريو المخرج الذي سيعتمد لوقف الحرب على الحدود اللبنانية، والتي تركز كل الجهود الدولية عموماً والأميركية خصوصاً على أن تخرج فريقي المواجهة بأقل الخسائر الممكنة على طريقة "الجميع يربح". 

قال قاسم في مقابلته: "إذا كان هناك وقف لإطلاق النار في #غزة، فسوف نتوقف من دون أي نقاش"، لافتاً إلى أن "مشاركة "حزب الله" في الحرب بين إسرائيل و"حماس" كانت بمثابة "جبهة دعم" لحليفتها "حماس"، و"إذا توقفت الحرب فإن هذا الدعم العسكري لن يكون موجوداً". ولئلا يفهم من هذا الكلام أنه تسليم لإسرائيل بالفوز، بعد إعلان حكومة نتنياهو إنهاء العمليات البرية في غزة، فقد أوضح قاسم مقصده عبر تحديد شروط وقف العمليات من الجنوب بقوله "إذا قلصت إسرائيل عملياتها العسكرية دون اتفاق رسمي لوقف النار والانسحاب الكامل من غزة، فإن الآثار المترتبة على الصراع الحدودي بين لبنان وإسرائيل ستكون أقل وضوحًا"، مشيراً إلى أنه "إذا كان ما يحدث في غزة مزيج بين وقف النار وعدمه والحرب وعدمها، فلا يمكننا الإجابة كيف سيكون رد فعلنا الآن، لأننا لا نعرف شكله ونتائجه وآثاره".
 


واعتبرت أوساط سياسية مراقبة أن هذا الكلام يؤشر لفتح الباب أمام التفاوض، لكنه لا يعطي الجواب الرسمي للحزب في هذا الشأن قبل أن تتضح النيات الإسرائيلية ومدى التزام حكومة نتنياهو وقفاً جدياً للنار، وليس تلاعباً بالكلام من أجل استدراج الحزب إلى وقف عملياته، فيما تستمر إسرائيل باحتلالها غزة. وهذا يعني بحسب الأوساط أن أي وقف جدي للعمليات من جنوب لبنان يجب أن يأتي ضمن سلة الحل الكامل الذي يلحظ الاتفاق على النقاط الجاري التفاوض عليها ضمن ما بات يعرف بآليات تطبيق القرار الدولي ١٧٠١ وتثبيت الحدود مع إسرائيل. 

تزامنت طروحات قاسم مع الإعلان عن اللقاء المرتقب بين الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين ونظيره الفرنسي جان إيف لودريان، حيث الملف الجنوبي سيكون محور المحادثات وسط مؤشرات جدية إلى تقارب أميركي فرنسي حيال مقاربة الملف اللبناني. 

أتى كلام قاسم أيضاً توازيا مع تهديدات عالية النبرة صادرة من طهران، تؤشر بوضوح إلى نية إيران الانخراط إلى جانب الحزب في أي استهداف له، في ما وُصف برفع السقوف التفاوضية على أي تسوية مرتقبة، ستكون لطهران الكلمة الفصل فيها.

فقد جاء تصريح المشرف على وزارة الخارجية الإيرانية علي باقري، لوكالة "تسنيم" الدولية للأنباء، عن أن لبنان "سيكون حتماً جحيماً بلا عودة للصهاينة، منوهاً بدور "المقاومة"، بعد يوم على تصريح مستشار المرشد الأعلى للشؤون الخارجية كمال خرازي، الذي قال انه "في حال نشوب نزاع شامل ستكون هناك فرصة لتوسيع الحرب لتشمل المنطقة، حيث ستشارك جميع الدول بما فيها ايران، ولن يكون أمامنا خيار إلا دعم حزب الله بكل الوسائل". 

ولا تخرج التهديدات الإيرانية التي تأتي في مرحلة تحديات كبيرة أمام الجمهورية الإسلامية العاملة على ترتيب بيتها الداخلي بعد مقتل اثنين من صقورها، رئيسها ووزير خارجيتها، عن سقف فتح الباب أمام التفاوض، كما تقول الأوساط عينها، خصوصاً أن كل المؤشرات الدولية باتت تشي بأن الحرب الإسرائيلية في غزة أو على الحدود الشمالية والتهديد بتوسيعها في لبنان بدأت تتراجع أمام فرص التسوية التي ارتسمت ملامحها ولم يبق إلا الإخراج!