من الصحف

جنون إسرائيلي يهدّد لبنان... المغامرة محتملة وسط الانشغال الدولي

الاحداث - كتبت صحيفة الأنباء الالكترونية تقول:"كل المؤشرات تشي بأنَّ لبنان أمام خطر محدق من احتمال توسّع الحرب جنوباً وسط تهديدات العدو الإسرائيلي، ما دفعَ ببعض الدول إلى تحذير رعاياها بعدم السفر إلى البلد في هذه الفترة، فيما أعلنت وزارة الدفاع الكندية نيتها بإجلاء محتمل لرعاياها، إذ إنَّ الوضع في لبنان لا يُمكن التنبؤ به.

وفي السياق، لفتت مصادر مطّلعة إلى معطيات عدة قد تسمح لإسرائيل بخوض المغامرة، تتلّخص بانشغال الدول المؤثرة بأمورها الداخلية، فالولايات المتحدة وفرنسا منشغلتان بالانتخابات، أما روسيا وباقي الدول الأوروبية فهم منشغلون بالحرب في أوكرانيا، في حين إيران منشغلة بانتخاباتها الرئاسية، وعليه فإن الوضع في الجنوب يخضع فقط لما قد يقدم عليه جنون الاحتلال الإسرائيلي.

وفي غضون ذلك، فإنّ الشأن السياسي الداخلي لا يزال على حاله من الجمود المستمر باستمرار تعطيل الاستحقاق الرئاسي، وقد حملت جولة الممثل الشخصي لأمين عام جامعة الدول العربية حسام زكي على القيادات السياسية، تحذيرين، الأول يتعلق بالتوتر في الجنوب، أمّا الثاني فهو في ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية.

وتعليقاً على زيارة زكي، اعتبرت مصادر سياسية متابعة أنَّ الأخير لا يرى أي مبرر لعدم إنجاز هذا الاستحقاق في ظل الحرب القائمة والاوضاع الاقتصادية المعقدة التي يعيشها لبنان، متحدثةً عن خيارين قد تعتمدهما اسرائيل في حربها مع لبنان، إما بإبقاء الوضع على ما هو عليه مستمرةً في حرب الاغتيالات لكوادر حزب الله، أو اللجوء الى الحرب الشاملة، وهذا دونه مخاطر كثيرة ليس على لبنان وحسب، بل على الكيان الإسرائيلي الذي سيفتح بذلك جبهة تمتد إلى سورية والعراق وإيران واليمن.

وفي المواقف، استبعد النائب بلال الحشيمي في حديث لجريدة "الأنباء" الإلكترونية إعلان اسرائيل حرباً موسعة ضد لبنان، ورأى أن بتّ هذه المسألة مؤجل إلى ما بعد الانتخابات الأميركية، إذ إنَّ رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو يحاول في هذه الحالة أن يبتز الولايات المتحدة، لكن الحشيمي لم يغفل رغم ذلك أن ما من شيء قد يردع نتنياهو عن القيام بمغامرة عسكرية كما فعل في غزة ورفح. 

ولفت الحشيمي إلى أنَّ "ما يهم اسرائيل هو تراجع حزب الله بضعة كيلومترات عن الحدود، لكن هذا الأمر مرتبط بمفاوضات ايران مع الولايات المتحدة، وهناك تقدّم في هذا المسار"، معتبراً ان ما يحصل من تهديدات حالياً "يأتي لرفع السقوف قبل التسوية"، آملاً أن لا تأتي على حساب لبنان. 

 أمّا على مستوى الاستحقاق الرئاسي، فقد جدّد الحشيمي القول بأنه "مجمّد إلى ما بعد انتخابات الرئاسة الأميركية"، مؤكداً في المقابل أن لبنان "بأمسّ الحاجة لانتخاب رئيس جمهورية لمواكبة ما قد يتعرض لها لبنان من خرق لسيادته".

وسط هذه الأجواء، يبقى على المعنيين بإنجاز الاستحقاق الرئاسي تحريك الملف عاجلاً وعدم انتظار تسوية الأوضاع في المنطقة، إذ إنَّ لبنان باتَ على شفير الهاوية خاصةً وأنَّه لم يعد على سلّم الأولويات كما كانَ في سابق عهده.