برلين تستطلع في بيروت بلا رسائل وخطها لم ينقطع مع "حزب الله"
الاحداث - كتب رضوان عقيل في صحيفة النهار يقول:"لم تغب الوفود الأجنبية ولا سيما الغربية عن لبنان طوال الأشهر الأخيرة، مواكبة لشريط الأحداث العسكرية في الجنوب والتي لا يبدو حتى اليوم أن صفحاتها ستُطوى قريبا ما دامت الحرب الإسرائيلية مستمرة في غزة. وصار ملف المنطقة، على سخونته، محل متابعة أكثر من عاصمة ومنها برلين التي لا تخفي وقوفها الواضح إلى جانب تل أبيب وتبنيها وجهة النظر الإسرائيلية.
وفي زيارة لم تتجاوز مدتها الـ 3 ساعات، حطت وزيرة الخارجية الألمانية انالينا بيربوك في بيروت بعد إسرائيل، والتقت الرئيس نجيب ميقاتي ثم وزير الخارجية عبد الله بوحبيب. ولم تلتق الرئيس نبيه بري بسبب "تضارب في المواعيد"، مع الإشارة الى أن الأخير درج على عدم تحديد مواعيد "غب الطلب" لضيوفه، ولا سيما منهم الأجانب. وثمة من يعتبر أن زيارتها ناقصة وغير مكتملة لأنها لم تطلع على حقيقة ما يحصل من اتصالات يقوم بها رئيس المجلس، من دون الانتقاص من ميقاتي وبوحبيب، في وقت تصوب فيه الأنظار نحو واشنطن، وتحديدا الموفد الأميركي آموس هوكشتاين الذي وصلت منه معلومات إيجابية إلى بيروت قبل يومين يمكن التعويل عليها في حال ترجمتها.
ولا تخفي أكثر من جهة لبنانية هنا اعتراضها على مقاربة ألمانيا للحرب في غزة، وكيف لا تتردد في أي محفل أو لقاء ديبلوماسي في تبني وجهة نظر إسرائيل، على عكس بلدان أوروبية أخرى تناصر القضية الفلسطينية مثل إسبانيا وإيرلندا والنروج وسلوفينيا وغيرها. ولم تحمل بيربوك معها أي رسائل تهديد من إسرائيل، بل غلب على جلستيها مع ميقاتي وبوحبيب طابع الاستفسار والاستطلاع وطرحها جملة من الأسئلة، من دون أن تقلل في الوقت نفسه من الأخطار التي تحدق بالمنطقة ما لم يحصل وقف للنار بدءا من غزة، مع إمكان انسحابه على جنوب لبنان.
وفي المعلومات أن الضيفة الألمانية نقلت أجواء من إسرائيل مؤداها أن رئيس حكومتها #بنيامين نتنياهو المحاصر بجملة من المشكلات لم يقفل باب الاعتماد على القنوات الديبلوماسية في غزة وشمال إسرائيل. وثمة جملة موانع بحسب أكثر من جهة ديبلوماسية غربية وعربية تتحدث عن عدم قدرة نتنياهو في هذا التوقيت على خوض حرب كبرى ضد لبنان، وخصوصا أنه تعهد للمستوطنين الذين غادروا منازلهم بإعادتهم إليها قبل العام الدراسي في الأول من أيلول المقبل. ولم يتمكن أيضا من القضاء على حركة "حماس" ولا استعادة الأسرى الإسرائيليين.
0 seconds of 0 seconds
وفي زحمة التهديدات الإسرائيلية تلقى مسؤول لبناني أول من أمس إشارات مشجعة من الخارج تفيد بأمكان تحقيق اقتراح الرئيس #جو بايدن في غزة وإعادة الأمور إلى ما قبل السابع من تشرين الأول الفائت، على أن يتم ترتيب الخطوات في اليوم التالي لوقف الأعمال الحربية. ويتلاقى هذا الكلام مع أجواء سفير عربي تنشط دولته في بيروت، إذ يؤكد أن الأميركيين يبذلون جهودا كبيرة لاستتباب الأمن في الأراضي الفلسطينية وعدم الوصول إلى حرب شاملة في لبنان.
أين "#حزب الله" من المانيا؟
لم تحمل بيربوك أي رسالة إلى "حزب الله"، مع التذكير بأن مسؤولا كبيرا في الاستخبارات الأمنية زار بيروت قبل شهرين والتقى نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، ولم ينقل آنذاك تهديدا من إسرائيل بل تحذيرات من خطورة قيامها بحرب كبرى ضد لبنان وانها قد تذهب إلى مثل هذا الخيار. ولا اتصالات اليوم بين المسؤولين الألمان وقيادة الحزب، باستثناء حفاظ الطرفين على "خط أمني" بينهما يتم اللجوء إليه عند الحاجة، رغم وضع ألمانيا الحزب في خانة الإرهاب. وسبق لبرلين أن رعت وساطة بين إسرائيل والحزب أدت إلى إطلاق أسرى لبنانيين من السجون الإسرائيلية.
في غضون ذلك، لا يخفى بحسب متابعين لأداء السياسية الخارجية الألمانية وحركة بيربوك أن الأولوية عندها لمواكبة الحرب في أوكرانيا ومدّ الأخيرة بالدعم المالي والعسكري. وتشكل ألمانيا البلد الأوروبي الأول الداعم لإسرائيل، حتى إنها تزودها مجموعة من المسيرات الحديثة وتكنولوجيات عسكرية أخرى، ويعتبر مسؤولون وديبلوماسيون ألمان أن دعمهم إسرائيل يصب في المصلحة العليا والأمن القومي.