من الصحف

مبادرة "اللقاء الديموقراطي" الرئاسية ما لها وما بعدها؟ عبد الله لـ"النهار": وجدنا مرونة سنعتمدها لاستكمال التحرّك

الاحداث- كتب ابراهيم بيرم في صحيفة النهار يقول:"كان لكتلة "اللقاء الديموقراطي" كما هو معلوم مبادرة هدفها طيّ صفحة الشغور الرئاسي حملها رئيس اللقاء النائب #تيمور جنبلاط وجال بها على كل القوى والكتل النيابية. والمعلوم أن ثمة أكثر من داعٍ وسبب قد حدا بهذه الكتلة للانطلاق في تسويق مبادرتها في "سوق سياسي" مزدحم ب#المبادرات المماثلة، وفي ذروة استعصاء سياسي، وبعد تهافت مساعٍ سياسية مكثفة بُذلت وكان من أبرزها جهود اللجنة الخماسية الى درجة أن ثمة اعتقاداً بأن أمر الملفّ الرئاسي صار ينبغي أن يطوى ويجمّد ويؤجّل الى أجل غير مسمّى.

ولأنه لم يكن لدى "اللقاء الديموقراطي" وهم بأن تكون جولته الأولى هي الجولة الفاصلة، التي تزعم أن في مقدورها فتح الأبواب الموصدة بإحكام منذ أكثر من 16 شهراً على مصراعيها، فإن المهم عند اللقاء كان استكشاف إمكان إحداث خروق يمكن البناء عليها مستقبلاً للنفاذ الى الحلول والتسويات التي ينتظرها كثر على أحر من الجمر.

وبناءً على ذلك فإن السؤال المطروح بإلحاح ماذا أنجزت الجولة الأولى لوفد اللقاء؟ واستطراداً ما الانطباعات التي عاد بها وما خطواته التالية؟ 

يجيب عضو اللقاء والمشارك في كل جولاته الدكتور بلال عبد الله عن هذه التساؤلات فيقول: "لا بد في البداية من أن نقول إنه لا دقة ولا صحّة للاستنتاج الذي أطلقه البعض وروّج له في الآونة الأخيرة والمبنيّ على أساس أن كل المبادرات الداخلية التي أطلقت على نحو متتالٍ والهادفة الى إيجاد حلول وصيغ تسووية لإنهاء عهد الشغور الرئاسي الذي طال، قد بلغت الحائط المسدود وأن لا أفق لها بعد الآن، هو استنتاج متعجل إن لم نقل إنه استنتاج اليائسين أو الذين يريدون إبقاء الأمور على هذا المستوى من التردّي والاحتقان". 

وأضاف: "نحن في النتيجة لا يمكننا أن ننكر أن هناك صعوبات وعراقيل وتعقيدات ذات مصادر شتى، لكن ذلك لا يعني إطلاقاً القول بتبدّد فرص الحل وانعدام إمكانات إيجاد المخارج اللازمة. لذا نؤكد أن اللقاء الديموقراطي لم يوقف المبادرة التي أطلقها ونعلن أننا لسنا في وارد نعيها، بل خلافاً لذلك نقول إنه عازم على استئنافها مرتكزين بطبيعة الحال على ما عدنا به من جولة الاتصالات واللقاءات الأولى التي أجريناها من ملاحظات ووجهات نظر".

ورداً على سؤال أجاب عبد الله: "إن من العوامل التي تشجعنا على المضيّ قدماً في الخطوات التي بدأناها أننا وجدنا في بعض الأماكن التي زرناها ليونة ومرونة ورغبة في الانفتاح على مساعي الحلّ المبذولة، وهذا يعني بشكل أو بآخر أن لا أحد يريد أن يظهر بمظهر المعرقل والمعطل لهذا الاستحقاق المهم، فضلاً عن أن الكل بات يستشعر سلبيات إطالة أمد الشغور الرئاسي".


0 seconds of 10 seconds
This ad will end in 10
 

لكن ذلك، على أهمّيته، يستطرد عبد الله، لا ينفي أن الأمر بحاجة ماسة الى جهود إضافية داخلية وخارجية تُبذل على حدّ سواء بهدف استيلاد التسوية والحلّ المنشودين.

وعن النقاط التي ركّزت عليها مبادرة اللقاء؟
أجاب عبد الله: "لأننا على دراية مسبقة بتعقيدات الوضع وهواجس الأطراف، ركزنا في جولاتنا على مسألة الفصل بين استحقاق ملف الرئاسة وطيّ صفحة الشغور وبين الحرب الضروس الدائرة بعنف في المنطقة والتي دخلت شهرها التاسع على التوالي، سواء في ميدان غزة وقطاعها أو على طول جبهة الحدود اللبنانية الجنوبية مع الكيان الإسرائيلي. ونؤكد أننا وجدنا تقبّلاً لهذا الطرح وخصوصاً من جانب الثنائي الشيعي".

والى ذلك يستطرد عبد الله، "طرحنا مسألة التزام الجميع بتأمين نصاب جلسة الانتخاب وعدم اللجوء الى تطيير النصاب المطلوب والضامن لاستمرارها على غرار ما حصل في جلسات الانتخاب السابقة. وكذلك أكدنا على أمر أساسي آخر وهو أن تكون الدعوة الى عقد جلسات الحوار أو التشاور هي من اختصاص رئيس المجلس حصراً ومن صلاحياته.

وكذلك وضعنا نصب أعيننا مهمة فتح مسرب آخر للحل من خلال أن تكون جلسات الانتخاب والتشاور في آن واحد وبمعنى أوضح أن يفتح الباب لجلسة تشاور عقب كل جلسة انتخاب لا تنتهي كما يُفترض الى انتخاب الرئيس العتيد. ونحن قصدنا من خلال هذا الطرح محاكاة مطالب الجميع ومراعاة هواجسهم، أي أولئك الذين يرفعون منذ زمن شعار الدعوة الى إجراء حوار مسبق يفترض أن يفضي الى تفاهم على اسم مرشّح، وأولئك الذين يطرحون فكرة إجراء مشاورات لأنهم يتحسّسون من كلمة طاولة حوار لأن لهم معها ذكريات غير سعيدة".

وبالإجمال، يخلص عبد الله، "إن الوفد لمس عبر جولته الاولى، بداية ليونة ومرونة بل وبداية انفتاح باتجاه تقبّل هذه الصيغة، ونحن سنبني على هذا الأساس في جولتنا المقبلة التي وإن كنا لم نحدد موعدها بعد فإننا نؤكد مجدداً عزمنا على استئنافها والمضيّ بها لعلّنا نصل الى الهدف المنشود".