بهاء الحريري في بيروت آخر الشهر: "سأعمل على استكمال مشروع والدي"
الاحداث- كتب رضوان عقيل في صحيفة النهار يقول:"علمت "النهار" أن بهاء الحريري، النجل الأكبر للرئيس الشهيد رفيق الحريري، سيحلّ في بيروت نهاية الشهر الجاري في زيارة سياسية قد تستمر لأكثر من أسبوعين بهدف إطلاق دينامية سياسية جديدة في البيئات السنية في العاصمة ومختلف المناطق. وكان برنامج مشروعه هذا قد أعدّه وفريقه قبل التطورات العسكرية الأخيرة في غزة وجنوب لبنان. وتقول أوساطه إن حضوره الى البلد جاء بناءً على قرار قد اتخذه، وأن ما يعمل عليه هو عدم التفرّج على الحقائق الخطيرة حيال ما وصلت إليه الأمور من تدهور في لبنان. وسيشمل برنامج لقاءاته مناطق عدة بدءاً من بيروت الى الشمال وعكار والبقاع والجبل والجنوب، ولن يقتصر شريط استقبالاته بالطبع على وجوه وفاعليات سنية فحسب ولو أنه سيركّز أكثر على طبيعة ما يعانيه أبناء طائفته بعدما وصلته جملة من النداءات تتناول واقعها الصعب وخصوصاً بعد الانتخابات النيابية الأخيرة التي تطالبه بالحضور الى بيروت والمشاركة عن كثب وعلى الأرض لمعرفة هواجس هذا المكوّن وما يطمح إليه.
وقد وصلته #تقارير بأن الأوضاع في عكار على سبيل المثال غير مشجّعة حيث يغرق أهل بلدات هذه المحافظة في جملة من المشكلات مع إشارته الى أن أبناء هذه المنطقة يستحقون كل التقدير حيث لم يتلقوا الالتفاتة المطلوبة، مع توقفه عند التضحيات التي يقدّمونها في أكثر من حقل، ولا سيما في رفدهم الجيش بخيرة شبّانهم الذي يشكلون العمود الفقري في المؤسسة. وارتفع منسوب المعاناة السنية أكثر إثر استيعابها العدد الأكبر من النازحين السوريين. ولا تخفي أوساطه أن سائر المكوّنات اللبنانية تمرّ في ظروف صعبة على أكثر من مستوى نتيجة عدم بناء بنيان هيكل مؤسسات دولة حقيقية بعدما سيطرت المحاصصة على الكثيرين مع بروز أخطار الفساد الذي أضرّ باللبنانيين فضلاً عن عدم قدرة المودعين على استعادة جنى أعمارهم من المصارف مع التلويح بشطبها.
وثمة نقطة يركز عليها المؤيدون لبهاء الحريري وهي تأكيده استكمال مشروع ما أرساه والده وعمل على إنجازه وتحقيقه حيث لم ينحصر ما حققه على أبناء السنّة فحسب بل طاولت كل البلد الى حين تاريخ استشهاده في شباط 2005.
وسيطلق على مولوده السياسي هذا اسم "المسار" في محاولة منه "لاستعادة الدولة ومؤسساتها وعافيتها حيث لا بديل منها". ولم تكشف مصادره من اليوم عمّا إن كانت هذه الخطوة – الزيارة تأتي على شكل تمهيد للانتخابات النيابية المقبلة في 2026 وإن كان كثيرون من مؤيّديه لا ينفون هذا الأمر ولو أن التركيز في البدايات سيكون على مشاريع تتعلق بالتربية والصحة نظراً الى الحاجات التي تعانيها أكثر من منطقة في هذين القطاعين. ولا يريد الدخول أو الرد على القرار الذي اتخذه شقيقه الرئيس سعد الحريري بإعلان عزوف "تيار المستقبل" عن العمل السياسي قبيل الانتخابات النيابية الأخيرة التي أفرزت خريطة سياسية متنوّعة على مستوى النواب الـ27 لم يثبتوا حضورهم في اتخاذ القرارات الكبرى مقارنه مع أقرانهم من الشيعة والمسيحيين والدروز لجملة من الاعتبارات ولو أن البرلمان كله فشل الى اليوم في انتخاب رئيس الجمهورية.
ورداً على هذا التوقيت لحضور الحريري؟ تجيب أوساطه بأن الموعد كان مقرراً منذ أشهر عدة "وما يريده هو الاستماع الى الناس وهواجسهم من دون تمييز في بينهم. ولا مانع عنده من إعطاء الأولوية لواقع أبناء الطائفة السنية من جراء ما يعانونه أكثر من غيرهم ولو أن جميع أبناء البلد في مركب واحد تتطلب قيادته إشراك الجميع من دون تمييز". وتضيف المصادر "إن ما يريد الشيخ بهاء تحقيقه وترجمته على الأرض هو أن لا تبقى المشاريع التي حضّرها على الورق حيث تتضمّن رؤية سياسية اقتصادية واضحة المعالم".
وفي معلومات لـ"النهار" إنه تم إبلاغ قيادة الجيش ومديرية المخابرات بموعد حضور الحريري الى بيروت قبل نهاية الجاري حيث ستواكبه المؤسّسة وتوفر له الحماية الأمنية في تنقلاته ومكان إقامته. ويُنقل عن الحريري هنا قوله "سأكون مع جمهور رفيق الحريري ومحبّيه وهم من كل الطوائف وهم أهلي حيث من غير المنطقي ولا القانوني أن يبقوا على هذا المنوال وخصوصاً الذين يعانون ضغوطاً اقتصادية واجتماعية". وتضيف المعلومات أن مساعديه يعدّون له لقاءات مع شريحة من الفاعليات والاستماع إليها والانفتاح على الجميع. ولن يحضر من باب التحدّي لأيّ جهة ولبنان يمكنه استيعاب الجميع. وتبلّغت جهات عدّة سياسية ودينية بدأت من اليوم تتحضّر لمقاربة تعاطيها مع بهاء الحريري وترقب الآثار التي سيخلفها في بيروت في ظلّ اعتراف الجميع بأن المكوّن السنّي "ليس بخير" لجملة من الأسباب.
ومن هنا سيحلّ الحريري في بيروت وسط موجة من الأسئلة التي لم تتوقف عند جهات عدة وما إن كان الرجل تلقى أي إشارة خارجية عربية أو غربية طلبت منه أو شجّعته على الحضور الى البلد. ولا تستفيض أوساطه في كلّ هذه الأسئلة والاستفسارات حيث تكتفي بالقول إن الظروف والمعطيات تثبت حقيقة مقصده على الأرض وهي التي دفعته الى اتخاذ مثل هذا القرار في ظل كل هذا التخبّط الحاصل بين الأفرقاء مع ترقب كيف ستنتهي إليه مواجهات الجنوب بين إسرائيل و"حزب الله". وفي ظل كل هذه المناخات ستكون لمحطة بهاء الحريري في بيروت جملة من الارتدادات في البلد في انتظار ما سيكشف عنه في حصيلة استقبالاته وجولاته المفتوحة ليتم البناء والحكم عليها.