حزب الله واسرائيل يتحضران لتوسيع الصراع:تسريبات وتحشيد واسلحة جديدة
الاحداث- كتب منير الربيع في صحيفة المدن الالكترونية يقول:"ارتفعت وتيرة التهديدات الإسرائيلية لحزب الله ولبنان. تتزايد مؤشرات احتدام الصراع وتوسعه، فيما تلجأ بعض السفارات والجهات الديبلوماسية الى اصدار تحذيرات لمواطنيها بمغادرة لبنان وتوصيهم بعدم التوجه إليه، كما هناك جهات ديبلوماسية تبحث بالإجراءات التي يفترض إتخاذها للإجلاء في حال اتسع الصراع أو اندلعت حرب واسعة، وسط استمرار المساعي لتفاديها وممارسة ضغوط قصوى لمنع وقوعها وإبقائها محصورة .
ابتزاز الإدارة الأميركية
يظهر المسار السياسي والديبلوماسي بعض التعثر، خصوصاً إثر زيارة المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين لبنان وتل أبيب، بعدها نشر نتنياهو الفيديو الذي ينتقد فيه الادارة الاميركية بوقف شحنات الأسلحة، وارسل وفداً الى واشنطن لمناقشة تطورات الوضع في غزة ولبنان مع السعي للحصول على المزيد من الأسلحة. وحُكي عن أسلحة محددة ربما يريد استخدامها في لبنان، والسياق الذي يقدمه في ذلك هو الحصول على سلاح قادر على تحقيق تدمير كبير والإستمرار في العمليات الموضعية التصاعدية كي لا تتطور المواجهة الى حرب واسعة أو عملية عسكرية كبرى يريد الأميركيون تجنّبها. يظهر ذلك أن نتنياهو لا يزال يعمل وفق منطق الإبتزاز مع الإدارة الأميركية، وهو يراهن على نقطتين، المناظرة بينه وبين دونالد ترامب الذي سيخرج ليقول له ان اسرائيل في حرب وجودية وبايدن يقطع عنها السلاح.
تسريبات حول الدعم الأميركي
وسط كل هذه الأجواء، تتسرب المواقف الأميركية تباعاً حول اتخاذ اسرائيل قرار تصعيد المواجهة ضد حزب الله، وبعدها يسرّب الأميركيون أنهم سيمنحون الدعم اللازم الذي تحتاجه اسرائيل في أي حرب قد تخوضها مع حزب الله، وقد سرّب الإعلام الإسرائيلي تعهدات مسؤولين أميركيين كبار في إدارة بايدن لمسؤولين إسرائيليين زاروا واشنطن هذا الأسبوع بأنه في حال "اندلعت حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله، فإن الإدارة الأميركية مستعدة تمامًا لدعم حليفتها، ونقل المصدر عن المسؤولين الأميركيين تأكيدهم أن إدارة بايدن "مستعدة للوقوف خلف إسرائيل"، وأنها "ستزودها بكامل المساعدات الأمنية التي تحتاجها".
ما يتسرب في الإعلام الإسرائيلي أيضاً يتصل بزيادة التحشيدات العسكرية باتجاه "جبهة الشمال" مع استعداد إعلان انتصار غير معروف وغير منظور في قطاع غزة للإنتقال الى الإهتمام بالجبهة اللبنانية. في هذا السياق، فإن الإسرائيليين، ونتنياهو بالتحديد، لا يريد وقف الحرب في غزة إنما يريد تخفيض العمليات العسكرية الموسعة والإنتقال الى مرحلة أخرى مشابهة للمشهد اللبناني القائم حالياً أي بتنفيذ عمليات عسكرية وعمليات اغتيال للبقاء في حالة الحرب.
كان حزب الله قد استبق كل هذه الإجراءات والتحضيرات على لسان الأمين العام السيد حسن نصر الله، الذي رفع السقف الى أقصى الدرجات وصولاً الى إيصال رسائل مباشرة تهديدية لقبرص وهو ما سيستدعي موقفاً أوروبياً الإثنين المقبل، خصوصاً ان كل هذه التطورات ستكون مدار بحث في دول الإتحاد الأوروبي. لكن نصر الله رفع السقف في غاية تحذير الإسرائيليين والغرب من خلفهم من مغبة الإقدام الى خيار توسيع الحرب، وسط تسريب معلومات حول دخول قوى عديدة في محور المقاومة الى جانب الحزب وخصوصاً جهات عراقية تبدي استعدادها للحضور الى لبنان.
استعداد حزب الله
استشعر نصر الله خطر توسيع نطاق الحرب والمواجهة من قبل الإسرائيليين فاختار أن يتقدم خطوات إلى الأمام لقطع الطريق على ذلك، وهو ما يتوازى مع موقف ايراني واضح صدر من الأمم المتحدة يشير فيه مندوب طهران الى قدرة حزب الله على التصدي لأي عدوان مع تحذير اسرائيل من مغبة التورط بحرب ضد الحزب. الإستعداد السياسي الذي أبداه الحزب لأي مواجهة، لاقاها استعداد عسكري وميداني بحسب ما تشير مصادر متابعة. وتؤكد المعلومات أن حزب الله أنجز اتخاذ الإجراءات العسكرية والميدانية والأمنية اللازمة للتصدي لأي محاولة اسرائيلية لتوسيع المواجهة أو للتصعيد ضد لبنان. ويدرس حزب الله كل السيناريوهات المطروحة لأي عملية اسرائيلية، سواء كانت تتعلق بتوسيع النار وتكثيفها أو بمحاولات تسلل أو توغل، وقد تم رفع حالة التأهب والجهوزية في مختلف القطاعات العسكرية والجغرافية مع إعداد الخطط اللازمة لإحباط أي هجوم.