الحسابات الأميركية انتخابية.. ولبنان أمام مزيد من الأخطار
الاحداث- كتبت صحيفة الانباء الالكترونية تقول:"مع استمرار التهديدات الإسرائيلية التي تتوعد لبنان بتوسيع العداون عليه، فإن التصعيد العسكري مستمرٌ كذلك، مع رسائل تبعث بها الولايات المتحدة وبعض دول الغرب إما مباشرة أو مواربة حول احتمالات الانتقال الى حرب واسعة، وآخرها زيارة مدمرة أميركية إلى ميناء حيفا، الأمر الذي طرح تساؤلات عما إذا كانت هذه الرسائل من باب التهويل والضغط أم أنها بمثابة تحذيرات جدية من توسعة الصراع القائم إلى حرب فعلية في ظل انسداد الطرق أمام المساعي الدبلوماسية.
ومهما تكن الإجابات، فإن الوضع القائم والمتطور بشكل متسارع بدأ يرفع منسوب القلق والخوف لدى بعض الدول التي طلبت من رعاياها المسارعة إلى مغادرة لبنان تحسباً للأسوأ.
مصادر أمنية رأت لجريدة "الأنباء" الإلكترونية أن وصول المدمرة الاميركية الى ميناء حيفا أتى بعد الاعلان عن مسيّرة "هدهد" والصور التي التقطتها للميناء والتهديدات التي أطلقها حزب الله. واعتبرت المصادر كذلك أن زيارة وزير الحرب الاسرائيلي الى الولايات المتحدة تأتي لتلطيف الأجواء بين الرئيس الاميركي جو بايدن ورئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو بعدما ساءت مؤخرا، خصوصاً وأن بايدن متخوف من مضمون الخطاب الذي سيلقيه نتنياهو أمام الكونغرس بعد أيام، وهناك خشية أن لا يتم اللقاء بينهما قبيل إلقاء الأخير لخطابه، وأن يؤدي ذلك الى تعاطف الكونغرس معه وإحداث تغيير في موقف اللوبي اليهودي الداعم لبايدن لصالح خصمه مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب
المصادر ذاتها توقعت أن يحافظ الوضع الأمني في الجنوب على سخونته لأن اسرائيل على ما يبدو ماضية في حرب الاغتيالات والتدمير الممنهج للقرى الحدودية، وحزب الله في هذه الحالة يجد نفسه مضطراً للرد والتعامل مع العدو بالطرق المناسبة.
وفي الشأن السياسي اللبناني، فإن المراوحة في الموضوع الرئاسي على ما هي عليه، وإذا كان اللقاء الديمقراطي لم يوقف بعد محركاته حيث سيواصل الاتصالات مع القوى السياسية بحثاً عن حلول للأزمة الرئاسية، فإنه في هذه الأثناء تتجه الانظار الى القمة الروحية المسيحية الاسلامية بعد غد الثلاثاء لمعرفة ما إذا كانت ستساعد على فتح كوة في جدار الأزمة القائمة.
مصادر متابعة لفتت إلى أن انعقاد القمة في بكركي أمر جيد للتأكيد على العيش المشترك، لكنها حتماً لن تحل عقدة انتخاب رئيس الجمهورية لأن الخلاف على هذا الملف هو مسيحي - مسيحي بامتياز، وليس إسلاميًا - مسيحيًا، وهو يتطلب عجيبة إلهية كي تتفق القوى المسيحية المعنية على انتخاب الرئيس العتيد.
وعلى هذا المنوال، فإن البلد يعيش مرحلة مصيرية متأرجحا فوق هاوية سحيقة، ما يتطلب قرارات وطنية كبيرة من كل الأطراف، اذ إن كل يوم إضافي في الشغور الرئاسي يزيد الامور صعوبة الحل ويفاقم الأخطار.
https://anbaaonline.com/news/248259