لقاء معراب: "خطران يدقان على الأبواب" ولا "جبهة"
الاحداث- كتبت راكيل عتيق في صحيفة نداء الوطن تقول:"تجتمع قوى المعارضة من كتل نيابية ونواب وشخصيات تنتمي إلى الخط السيادي، في المقرّ العام لحزب «القوات اللبنانية» في معراب، اليوم عند الحادية عشرة والنصف صباحاً، في لقاء تضامني وطني بدعوة من «القوات» تحت عنوان «1701 دفاعاً عن لبنان». هذا اللقاء فسّره وحلّله وشرّحه البعض بما يخدم أجندة «شيطنة» الحزب الذي كوّن أكبر كتلة نيابية مسيحية ولزرع «الشقاق» بين المعارضين أو الإيحاء بأنّ هناك نزاعاً بين القوى المعارضة.
لقاء معراب اليوم ليس هدفه تكوين جبهة أو إعلانها، إنّه لقاء فرضته أحداث كُبرى و»خطران» أساسيان في هذا التوقيت. سيُعقد لمرّة واحدة للخروج بمواقف واقتراحات ودعوات حيال الملفات المطروحة. ويُمكن أن يُعقد لقاء أو مؤتمر أو اجتماع آخر بدعوة من أي طرف معارض آخر، فلقاء معراب لا يعني إلغاء أي لقاءات أخرى قد يدعو إليها حزب «الكتائب اللبنانية» أو «الوطنيين الأحرار» أو غيرهما.
لن تُعلن اليوم من معراب «جبهة معارضة»، فهذه الجبهة تتطلّب ظروفاً، ويُمكن التحدث عنها لعشر سنوات، من دون أن تتكوّن إذا لم تحِن ظروفها، وحتى الآن لم يتوفر الظرف السياسي لإطلاقها. لكن هذا لا يعني عدم التقاء قوى المعارضة في محطات معيّنة وإعلان موقف واحد من حدثِ أو ملفٍ ما. دعوة «القوات» إلى هذا اللقاء ليس هدفها لا جبهة ولا أي تكوين مشابه لها. أمّا لماذا أتت الدعوة إلى هذا اللقاء الآن؟ فلسببين. بالنسبة إلى «القوات»، هناك في هذه اللحظة شقان خطيران:
الأوّل، الحرب جنوباً، فكلّ المؤشرات التي تتجمّع تدلّ على أنّ الحرب مع إسرائيل ستتوسّع. إسرائيل وإيران لا يمكن أن تتحاربا بسبب الضوابط الأميركية، وهذه حدود الحرب بينهما. وهذا يعني أنّ إسرائيل ستُكمل حربها على «حماس» وعلى «حزب الله» لكي ترجعه 10 كلم عن الحدود. وفي هذا التوقيت نفسه يستقبل الرئيس الفرنسي رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزاف عون. وفي هذا التوقيت أيضاً عاد الديبلوماسيون الدوليون إلى التركيز على الجنوب وجانب الحرب. وفي هذا التوقيت بالذات تتوسّع رقعة الحرب بحماوة أكثر. في المقابل، يؤكد «حزب الله» أنّه لن يوقف هذه الحرب طالما لم تتوقّف الحرب في قطاع غزة. فماذا إذا قرّرت إسرائيل الدخول إلى لبنان؟ «رح يخرب البلد أكتر ممّا هو خربان». وبسبب هذه الخشية من توسعة الحرب وتكرار مشهدية تموز من عام 2006، يهدف اللقاء إلى التأكيد أنّ المعارضة ضدّ هذه الحرب وأنّه في هذا التوقيت وفي هذه اللحظة الخطيرة، وأمام كلّ هذه المؤشرات الواضحة إلى أنّنا متجهون إلى حرب، هناك مسؤولية وطنية على الجميع لجهة أن ينتشر الجيش والقوات الدولية (اليونيفيل) على الحدود الجنوبية لمنع حصول هذه الحرب الكارثية.
الشق الثاني الذي سيُبحث في هذا اللقاء، يتخذ أيضاً طابعاً أمنياً لكن داخلياً، من الاغتيالات والقتل والسرقات والفوضى والاضطرابات إلى ملف النزوح السوري والحدود السائبة والشغور والتمديد وتحلُّل الدولة، تحت عنوان: «وين رايحين»؟ وذلك لدعوة الحكومة، حتى لو كانت في وضع تصريف أعمال، إلى أن تتحمّل مسؤوليتها وضبط الأمور كما يجب.
وبالتالي يأتي هذا المؤتمر في هذا التوقيت وهذه اللحظة السياسية، انطلاقاً من مخاطر أمنية حدودية يُمكن أن تؤدّي إلى حرب شبيهة بحرب 2006 أو أكثر بسبب «فائض التوحُش» لدى إسرائيل، والوضع الأمني الداخلي بحيث هناك مخاوف لدى اللبنانيين بسبب العصابات والقتل والسرقات وغيرها.
سيكون هناك بيان ختامي لهذا اللقاء، وعلى رغم أنّ مواقف قوى المعارضة معروفة، إلّا أنّ العمل السياسي يكون بالتراكم والمواقف والتأكيد واللقاءات والاجتماعات ورفع سقف المواقف، فلا بـ»عصا سحرية» أو «كبسة زر» تُحلّ الأزمة، بحسب مصادر معارضة. ليس في يد المعارضة «خطوات عملية» تتخذها فهي ليست السُلطة ولا يُمكنها أن تشكّل قوة مسلّحة أو قوات فصل جنوباً على سبيل المثال، لكن هناك حكومة يجب أن تتحمّل مسؤوليتها، وسيتوجّه المعارضون إلى هذه الحكومة والجميع للتنبيه والتحذير من الوضع.