الاحداث- كتب رضوان عقيل في صحيفة النهار يقول:"في توقيت اكثر من خطير وحساس يهدد لبنان والمنطقة على ضوء حرب اسرائيل في غزة وارتداداتها على بلدان المنطقة وصولا الى ايران، وانعكاس هذه الآثار على الجنوب وكل لبنان وتهديد القرار الاممي 1701، يوجه رئيس"التيار الوطني الحر" النائب #جبران باسيل رسائل الى سفراء الدول الاعضاء في مجلس الامن والى تلك المشاركة في "اليونيفيل"، فضلاً عن اعضاء "المجموعة الخماسية" والفاتيكان وسفيرة الاتحاد الاوروبي والمنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان. ولئلّا تصوَّر هذه الرسائل كأنها "قفز" فوق المسؤولين اللبنانيين، أُرسِلت ايضا الى الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي ووزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب. وقد درج باسيل على القيام بمثل هذه المحاولات، إلا ان جهات عدة تسأل عن الجدوى من هذا الاجراء ورفعه الى المواقع الديبلوماسية الاولى في العالم وما هي قيمته الفعلية، وهل يجوز لكل فريق مراسلة مجلس الامن، مع التذكير بان احزابا وشخصيات سبق لها ان وجهت مثل هذه الرسائل ولو في قضايا اخرى الى الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي. ويعلّق سفير سابق هنا بان لا فائدة من هذه الرسائل بغضّ النظر عن الجهة التي ترسلها، او انها ستأخذ طريقها في النهاية الى "أدراج النسيان او على سبيل المعلومات لا أكثر". وقبل تلقّي ردود سفراء الدول على هذه الرسائل، ثمة سؤال: كيف سيسيّل "التيار" هذه الرسائل مع "#حزب الله" اول المعنيين بالحرب المفتوحة والذي لم يتوانَ ولم يتراجع عن القرار الذي اتخذه بربط ما اقدم عليه قبل التوصل الى وقف لاطلاق النار الاسرائيلية في غزة. لم يلتقِ "التيار" مع رؤية الحزب في فتح جبهة الجنوب ومساندته الفلسطينيين في وقت تخلى عنهم العالم وتركهم حقل اختبار لآلة الموت الاسرائيلية. وزاد المشهد تعقيدا بعد رد ايران في عمق اسرائيل غداة استهداف قنصليتها في دمشق، الامر الذي فرض قواعد جديدة في المسارات العسكرية في المنطقة. 

وأراد "التيار" وضع دينامية جديدة تقضي بتحرك لبنان الرسمي في اتجاه المجتمع الدولي ومضاعفة جهوده وردع اسرائيل عن عدوانها، مع التشديد على التطبيق الفوري للقرار 1701 بكامل بنوده وعدم ربط الجنوب بمجريات الحرب الدائرة. ومن المؤكد ان الحزب كان قد اطلع على موقف "التيار" ونظرته لما يدور في الجنوب وعدم تلاقيه مع تفسيرات الحزب حيال وقوفه الى جانب مساندة جبهة غزة، وتكرار باسيل واركان تكتله النيابي عدم اقتناعهم بربط لبنان باحداث الاقليم و"وحدة الساحات"، مع ابداء الحرص على قوة المقاومة وعدم التفريط بها "لكن على طريقتنا (التيار)". وماذا إذا استمرت الحرب سنوات طويلة وكيف سيكون عليه الوضع في الجنوب؟ 

ويقول لسان حال الحزب في معرض عدم حماسته للرد على مضمون تلك الرسالة وما حملته ان موقفه معروف وان الدول الغربية المعنية، ولا سيما فرنسا والمانيا، قد سمعت منه تشديده على وقف النار الاسرائيلية في غزة. وتعرف واشنطن وغيرها من العواصم الغربية هذا الموقف بواسطة الرئيس نبيه بري. ويحسم الحزب في رده على تلك الرسالة انه "لن يكترث لها ولن يعيرها الاهتمام المطلوب".

من جهته، لا يقصد "التيار" انه في حال تطبيق مضمون الرسالة التي وجهها ان على الحزب ولبنان التخلي عن المقاومة التي تملك في ادبياته شرعية الدفاع عند حصول اعتداءات اسرائيلية ولا يجب التفريط بقوة الدفاع هذه. وجاءت الرسالة من موقع حرص "التيار" على الحزب ودوره في الحياة السياسية في البلد. ولم يستشر باسيل بالطبع الحزب في موضوع مضمون الرسالة انطلاقا من موقعه السيادي، وانه يعارض من يقول انه يتخطى السلطات اللبنانية الرسمية في ذهابه الى مجلس الامن والدول الكبرى بدليل الطلب من القائمين على الحكومة والبرلمان ووزارة الخارجية الدعوة للعمل بمضمون ما ورد في الرسالة من خلال الحفاظ على ساحة لبنان وحدوده وعدم ربطها بـ"وحدة الساحات" وتسجيل كل الاحترام من "التيار" لما يقدمه الحزب من تضحيات وما يتكبده اللبنانيون ولا سيما ابناء الجنوب. ولا تهدف الرسالة الى "حشر" الحزب مع تسليم "التيار" بان من الافضل لحليفه اعادة النظر في الخيارات التي اتخذها منذ اليوم الاول لعملية "حماس" منذ السابع من تشرين الأول الفائت. ويرى باسيل ان ما قدمه يشكل مخرجا للحزب من دون التنازل عن المقاومة، وانه في حال تطبيق هذا الامر فانه يعزز موقع لبنان في الرد والتصدي لاعتداءات اسرائيل. 

ولدى مفاتحة وزير خارجية اوروبي يتابع شؤون لبنان وشجونه بالدعوة الى ضرورة تطبيق القرار الاممي، كان جوابه: "اين حزب الله وكيف سيتعاطى مع هذا القرار في المستقبل، لانه في حال لم يقدم على فك ربط جبهة الجنوب بغزة، لا يمكن اجتراح اي مخرج لتطبيق الـ 1701 واعادة تفعيل مندرجاته". ولم تمر اسئلة الوزير الاوروبي مرور الكرام على نظيره اللبناني الذي ذكّره بان اسرائيل لم تحترم الـ 1701وما زالت الى اليوم وقبل ولادة هذا القرار تحتل مساحات من مزارع شبعا اللبنانية، فضلاً عن نقاط برية على طول الحدود في الجنوب. "وعلى المجتمع الدولي تحمّل مسؤولياته حيال اعتداءات اسرائيل واحتلالها لأرض لبنانية وضرورة انسحابها منها".