من الصحف

ديبلوماسي عربي: نتنياهو مناور لا أكثر... والأخطارعلى حالها من رفح إلى الجنوب

الاحداث- كتب رضوان عقيل في صحيفة النهار يقول:"لم تؤدّ كل الاتصالات الديبلوماسية الأخيرة من الدوحة الى أكثر من عاصمة الى اتجاه الأمور نحو الهدنة المنتظرة في قطاع #غزة واحتمال تمدّدها الى لبنان إذا ما نجحت المفاوضات المفتوحة التي لا توحي تفاصيلها بوقف آلة الحرب ال#إسرائيلية حيث لا يبدو أن كل الاجتماعات الأخيرة التي يخوضها المتابعون لحرب غزة من الجهات العربية والغربية تفيد أن المواجهات ستهدأ بين إسرائيل و"#حماس" في ظل عدم تراجع بنيامين #نتنياهوعن جملة من النقاط التي وضعها بعد السابع من تشرين الأول الفائت. وتبقى جبهة الجنوب على تماس مباشر مع ما يدور في غزة، ولا سيما مع ملاحظة تصاعد الضربات بين الطرفين. وجرى التوقف في الساعات الـ48 الأخيرة عند حديث وسائل الإعلام في تل أبيب عن عملية الحزب في "كفار بلوم" بواسطة مسيّرتين انقضاضيتين على القبة الحديدية ولم تنشر نتائج هذه العملية. ولجأت إسرائيل بعدها الى الخروج في عملياتها من دائرة الجنوب لتستهدف #بعلبك وصولاً الى بلدة الصويري على الحدود مع سوريا. 


وفي مواكبة لمسار جولات المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل و"حماس" يقول ديبلوماسي عربي إن ما يدور في جولات التفاوض الأخيرة في الدوحة يركزعلى شروط الصفقة المنتظرة حيث تكثر التحديات عند الدخول في التفاصيل لأن أياً من الطرفين لا يريد تجاوز الخطوط الحمراء، رغم أن "حماس" تقدم جملة من التنازلات في وقت تستمر فيه آلة الحرب الإسرائيلية في التضييق على الفلسطينيين في رفح التي لا تتسع لنحو مئة ألف مواطن وجُمع نحو مليون ونصف مليون مواطن في هذه البقعة الصغيرة يعيشون كلهم في ظل ظروف لا تحتمل التوصيف. ونتنياهو يناور لا أكثر، ويعمل على شراء الوقت وكسبه على طاولة المفاوضات وهو يستمر في حصاره الغزاويين في الميدان مع معرفته أن استنزاف كل هذا الوقت لا يصبّ في مصلحته ولو أنه في المقابل يتعرّض لجملة من الضغوط من المجتمع الإسرائيلي وخصوصاً من عائلات الأسرى الموجودين لدى "حماس". وبحسب الديبلوماسي العربي فإن الرجل يعمل على تحريرهم وإعادتهم الى أسرهم ليتخلص من ضغوطها لكن هدفه الأساس يبقى العمل على التخلص مما بقي من فصائل المقاومة وكسر شوكة "حماس" والقضاء عليها. وليس من المبالغة القول إن نتنياهو يمارس سياسة تطهير عرقي ضد الفلسطينيين أي بمعنى أنه لم يعد يكترث لتحذيرات المجتمع الدولي ولا الإصغاء الى كل ما يتلقاه من البيت الأبيض بواسطة الرئيس جو بايدن الذي لا يريد بالطبع اجتياح الجيش الإسرائيلي لرفح المحاصرة. وينشط تركيز الديموقراطيين على خط إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين ومن بينهم مجموعة من الأميركيين حيث يمكن الاستفادة من صور الآخرين في حال الإفراج عنهم في حملة الانتخابات الرئاسية من طرف الحزب الحاكم في وجه الجمهوريين بزعامة المنافس القوي دونالد ترامب. 

ولكل هذه الأسباب بحسب المصدر الديبلوماسي فإن ملامح التوصل قريباً الى الهدنة التي يعمل عليها المفاوضون لا يبدو أنها ستتحقق في وقت قريب لجملة من الوقائع على الأرض التي يستغلها نتنياهو بعناية حيث يعرف أنه كلما أوجع "حماس" وكل الغزاويين اكثر الذين وصلوا الى حافة المجاعة وعرقل دخول المساعدات الغذائية إليهم وتخريب المؤسسات الصحية والطبية وأوصلهم الى وضع كارثي يعتقد أنه يمكنه انتزاع تنازلات أكثر منها وإحراجها أمام مجتمعها، وتبقى الأولوية تبقى لدى نتنياهو ليس الإفراج عن الأسرى على أهميته بقدر تحقيقه هدفه الأساس وهو تقويض "حماس" ومنعها في المستقبل من إدارة قطاع غزة وقطعه الطريق أمام منافسه في الحكومة وخارجها من حلول أي منهم على رأس إدارة مجلس الوزراء.
وصحيح أنه على خلاف مع جهات عدة من المتطرفين الذين يطلقون عناوين دينية إلا أنه لا يقلّ عنهم في مخطط ضرب الفلسطينيين وهدفه طرد أبناء غزة الى سيناء المصرية وإن لم يفصح عن مبتغاه هذا. ويقول المصدر الديبلوماسي العربي إن الجهات التي تتواصل مع إسرائيل من قطر الى مصر اللتين تشاركان في المفاوضات الأخيرة وصولاً الى الدور الذي قوم به الأردن، لن تكفّ كلها عن ممارسة ضغوطها ورفع الصوت أمام المسؤولين الأميركيين للحفاظ على وكالة "الأونروا" لمنع نتنياهو من تنفيذ مخططه رغم قيام جيشه بكل هذا العدوان في غزة حيث يمارس سياسة القتل والتجويع في آن واحد على مرأى كل العالم حيث لا يريد أقل من استسلام الفلسطينيين.