رئاسيات ٢٠٢٢

جعجع: ذهنية باسيل مريضة… ومشروع “الحزب” أكبر من لبنان

الاحداث - اكد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع من معراب ضمن برنامج "صار الوقت" ان "من رفع سقف المعركة والمواجهة هو الوضع في البلد فبدءا من 17 تشرين قام كل اللبنانيين بهذه الخطوة، بعد ان وصلنا الى مرحلة لا يجوز فيها العمل السياسي في المعنى التقليدي بكل صراحة بل وبتنا نحتاج الى معركة وطنية كبرى عنوانها اما اعادة لبنان الذي عرفناه، لبنان الصورة والتاريخ، أو نشهد على فقدان بلدنا تدريجيا".
ولفت الى ان "الفاسدين والكاذبين معروفون وهم التيار الوطني الحر أما الذميين فهم بعض الشخصيات الذين "يفرفكون" أيديهم ويرددون انهم من اكثر المدافعين عن المسيحيين ولبنان في وقت لا يصب عملهم فقط في الدفاع عن حزب الله والنظام السوري. 
وراى ان "مشروع حزب الله اكبر من لبنان ويمتد في المنطقة ككل ولكنه أقلية،  لذلك عمل لجمع القوة اللازمة من فاسدين ومنتفيعن ووصوليين من اجل السير بمشروعه كي يتمكن من تأمين الحد الأدنى من القوة، فاستفادت هذه المجموعات وهي من "اكلة الجبنة" واصحاب المصالح الصغيرة من قضم الدولة مع "الحزب"، الامر الذي اوصلنا الى ما نحن عليه، ومن بين هذه المجموعة "التيار" لذا يضع الطرفان اهمية كبيرة على تحالف "مار مخايل"".
اضاف: "نضيء حول هذا الموضوع للاشارة الى الحل المطروح للخروج من هذه الوضعية وهذا ليس صعبا فالمسالة ليست بـ"داوني بالتي كانت هي الداء" بل تكمن في معالجة "الداء" ونزع "الفيروس"، وهو حزب الله وحلفاؤه، الذين اوصلونا إلى ما نحن عليه، لذلك انطلاقا من هنا اجدد التأكيد ان من يصوّت للحزب و"التيار" وحلفائهما فهو يصوت كي نبقى في هذا "الجهنم"."

وردا على سؤال، اوضح جعجع ان "ما يضمن للشعب اللبناني انه في حال صوّتوا لـ"القوات" هي لمجموعة المتغيرات التي حصلت في الساحة الداخلية اللبنانية، ففي الاسبوعين الاخيرين، سمعنا كلاما لبعض رجال الدين والسياسة الذين باتوا يعتمدون اللغة نفسها والمشروع ذاته". 
واعتبر جعجع ان "كثرا كانوا يسعون الى تجنب المواجهة لاكثر من سبب ولكن من يهرب منها اليوم هو جبان ولا يتحمّل مسؤوليته كما يجب، وبالتالي فليترك السياسة، باعتبار ان المسايرة التي كانت سائدة في السابق لا تجوز"، مضيفا: ""حزب الله" و"التيار" وحلفاؤهما يسعون الى تخريب البلد، عن قصد او عن غير قصد، واذا اردنا مواجهتهم يتهموننا بتدمير "السلم الاهلي"، ولكن لا نقبل ان تُفرض علينا هذه المعادلة، لذا يقتضي علنيا مواجهتهم في ظل وجود مجموعة قوة مصرّة على ذلك، ولهذا السبب، انا لست متشائما وسنشهد تشكيل مجموعة معارٍضة، على اثر الانتخابات، نستطيع الوقوف في وجه مشروع جهنم".
وذكّر ان "التيار الوطني الحر نال الأكثرية النيابية والحكومية  ورئاسة الجمهورية وبالرغم من كل ذلك لم يحقق شيئا على خلفية ان لا مشروع لديه من اجل بناء الدولة والوطن والمؤسسات، ما اعتدنا عليه في السابق، وهنا استذكر معادلة بسيطة استخلصها أحد الصحافيين، حول التجربة الاولى التي تعود الى العام 1989 - 1990، حين قال إن العماد ميشال عون استلم جيشا وحوّله إلى ميليشيا اما جعجع فاستلم ميليشيا وحوّلها إلى جيش". 
وقام جعجع بمقارنة بسيطة بين بشري وجزين، اعتبر فيها ان ""التيار" ومنذ العام 2005 نال اكثرية نيابية واتحاد بلديات في جزين في المقابل وضع "القوات" في بشري كان مشابها، واضعا المقارنة بين المنطقتين في رسم الشعب اللبناني.

وتعليقا على كلام باسيل بان "التصويت للقوات يعني التصويت لاسرائيل وداعش"، رد جعجع: "عندما نقول ان جبران "كذاب" و"نصاب" ويقوم بصفقات نستند الى وقائع ومستندات معينة، بدءا من بواخر الكهرباء وصفقات الاتصالات وامور اخرى، ولكن على ماذا يستند باسيل في اتهامنا؟ هل لديه وقائع ؟ ام يتّكل على ذهنيته المريضة والفبركات والشائعات التي يصرف وقته عليها؟ وليس وليدة الصدفة ان تضع اميركا عقوبات عليه ولا سيما ان القضاء الاميركي قوي ودقيق ويستند الى اسباب موجبة".
وتوقف عند "كيفية اجتزاء "التيار" تصريح صحافي لجعجع حول امكانية  فوز "الاخوان المسلمين" في مصر، بالقول: "عندها اجبت على السؤال المطروح "اذا ربحوا شو بقلن؟"، بغض النظر عن راينا في ايديولجيتهم السياسية ورأينا  بها، ومنذ ذلك الوقت اجتزأ التيار هذه العبارة وسوّقها من اجل غش الناس وخداعهم".

وردا على كلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بان "ما يجري من حرب عليه وعلى والمقاومة حرب تموز سياسية"، قال جعجع: "انظروا  الى خيار ما يسمى بـ"المقاومة" الى اين اوصلنا، ويهمني ان يتنبه الشعب اللبناني ان نصرالله كأنه يصادر مفهوم المقاومة، فيما كل اللبنانيين من مختلف الطوائف مقاومون على مر التاريخ، ولكنه يصور دائما انه لم يكن هناك من مقاومة قبل الحزب وستزول وبعده، ووكأن اللبنانيين مستسلمون ولا يهمهم شيئا واو كأنهم خونة واسرائيليون، الامر الخاطئ تماما، وبالتالي هذه عملية غش موصوفة."
تابع: "لا نتحدث عن مفهوم المقاومة، فجميعنا مقاومون "وقت اللازم ومتل ما لازم"، ومقاومتنا تتجسد بالدولة اللبنانية، لذلك نسعى للدخول اليها كي تصبح دولة مقاومة، لذا نشدد على اننا لسنا ضد مفهوم المقاومة بل معها عندما تتجسد بالدولة والجيش."
واذ اشار الى ان "الحرب اليوم سياسية على حزب الله بشكله الحالي وحلفائه على خلفية حال البلد اليوم"، انتقد جعجع "كيفية تحالف "الحزب" مع اكثر الفاسدين ومنهم باسيل في وقت ينادي دائما بمحاربة الفساد".

وفنّد جعجع في الحوار خلال الحلقة اجواء الانتخابات في المناطق، مستهلا الحديث عن دائرة الشوف وعاليه، وقال: "يحاول حزب الله من جهة والنظام السوري من جهة اخرى، تطويق كل قوة سيادية موجودة من اجل تخفيف قوتها ومنها الحزب التقدمي الاشتراكي ولكن برأيي ان هذا الامر سينعكس عليهم وسيعود "الاشتراكي" اقله بتكتله الحالي".
اما عن بشري، فأجاب: "لفتني كلام المرشح ويليام طوق الموجود على لائحة "المردة" المعروفة تحالفاتها، واحدى شروطها ان ينضم الى تكتلها، في حال فاز. 
وعن كلام طوق ان "القوات ترغب الى ادخال السعودية الى بشري"، علّق ضاحكا: "هذا مجرد كلام ومحاولة للدفاع عن تحالف مع المردة".
وبالنسبة الى توزيع الاصوات في بشري، أكد جعجع ان ""القوات" تسعى الى فوز جميع مرشحيها في كل المناطق دون استثناء مما يتطلب توزيع الاصوات التفضيلية في المناطق التي تخوض فيها المعركة في مرشحين  تبعا لضرورة المعركة، كما حصل عام 2018 ."
ورد جعجع، حين سئل عن سبب موقفه بان "القوات" الوحيدة التي تتمتع بقدرة التغيير وليس "المجتمع المدني": "هل شربل نحاس المقرب من حزب الله تغييري؟ او عمر حرفوش الذي لا احد يعرف عنه شيئا؟ فمن يصفون انفسهم بـ"الثوريين"، معظمهم اشخاص يتمتعون بنوايا حسنة كنعمت افرام، ولكن بكل صدق نسأل: ماذا يمكنه ان يفعل لوحده كمستقل؟ البلد لا يحتاج الى نواب مستقيمين وجيدين فقط، بل الى من يتمتعون بهذه الصفات وينتمون الى قوة كبيرة قادرة على تحقيق التغيير، من هنا ندعو الى التصويت لمرشحي "القوات"".
وعزا  "سبب شن "التيار" و"الحزب" حربهم على "القوات" الى انهم يدركون انها الوحيدة القادرة على مواجهتهم".
وحول المعركة في بعبدا، اجاب: "بعبدا كاي منطقة اخرى من المهم جدا تطهيرها من فلول الحزب والتيار، ولا سيما انها تحتضن القصر الجمهوري وهي تاريخيا كانت منطقة الحلف الثلاثي والجبهة اللبنانية، من الحلف الثلاثي انبثقت بعبدا والى هذا الحلف ستعود مع اختلاف الفرقاء". 
وعن اتهام البعض بان "القوات" هي من اوصلت عون الى سدة الرئاسة، اعتبر انها "اكبر عملية غش نراها وبطلها صديقنا الشيخ سامي الجميل الذي تفاوض بدوره مع رئيس تيار المردة سليمان فرنجية في الوقت الذي كنا نتفاوض معه ومع عون في آن معا، حتى وصلنا الى مرحلة الاختيار بين الطرفين والا سنفقد موقع الرئاسة، تزامنا مع عملية المصالحة المسيحية التي اجريت بعد مطالبات حثيثة من جهات كثيرة في مقدمتها  الجميل".

وعن المعركة في الاشرفية، نفى جعجع "اي نية لاسقاط نديم الجميل الصديق، وسيبقى، الذي يكفي انه ابن بشير الجميل ليدرك الجميع مدى العلاقة معه ولكن شاءت الظروف ان تتشكل لائحة اخرى قوامها جان طالوزيان والكتائب، شارك فيها نديم الجميل بعد حسم قراره بالترشح قبل شهرين من الانتخابات، وعندها قررنا التحالف مع مرشح ماروني آخر.
ورأى جعجع على ان "زحلة تخوض المعركة نفسها التي تخاض في كل لبنان لانقاذ البلد"، مضيفا: "العلاقة التي تربطنا بزحة مشابهة للعلاقة مع بشري رغم عدم وجود صلة دم وقرابة، بل هناك علاقة خاصة تعود الى جذور تاريخية باعتبار ان القوات والزحلة متشابهان من حيث الواقع التاريخي والجغرافي."
وعن حوادث بعلبك – الهرمل، اعتبر ان "رئيس الجمهورية حليف الحزب وهو من يطلب القيام ببعض الاجواء كي تصب النتيجة قليلا في مصلحته، نحن ندرك انه لا دولة اليوم، ولو ان بعض الدوائر فيها تقوم بواجباتها وفق امكاناتها كالجيش اللبناني، ولذلك نخوض الانتخابات بهدف قيام الدولة".

وتوجه الى الناخبين قائلا: "حقكن علينا نكفي المواجهة للنهاية"، للوصول الى النتيجة المنشودة، فنحن لن نساوم او نراوغ ولن نقبل بانصاف الحلول في القضايا الاساسية والمبدئية والجوهرية وفي طليعتها القرارات الاستراتيجية والامنية في الدولة، فسنلتقط طرف الخيط وسنتابع الى النهاية اما دولة او لا دولة. فعلى سبيل، المثال، لن ننتخب اي رئيس لمجلس النواب الا اذا اعطى تعهدا علنيا باحترام الدستور والنظام الداخلي للمجلس ووضع كل الجهود لاتخاذ القرارت الاستراتيجية والامنية بيد الجيش".